+A
A-

كريستوف: يجب اتباع ضوابط مالية قاسية

أكد الدكتور كريستوف رول، كبير الاقتصاديين لدى جهاز ابوظبي للاستثمار ونائب الرئيس الاسبق لشركة BP النفطية البريطانية ان دول العالم وبخاصة المنطقة مطالبة اكثر من اي وقت مضى بتنويع مصادر الدخل بعيدا عن الوقود الأحفوري واتباع "ضوابط مالية قاسية" في الموازنات لضمان الاستقرار للاقتصاد الكلي في ظل التدهور المستمر لأسعار النفط في الاسواق العالمية.
وأوضح رول في الجلسة الافتتاحية لفعاليات منتدى خليج البحرين الجيو-اقتصادي في فندق الفورسيزنز مساء اليوم السبت، ان القطاع الخاص يجب ان يكون اكثر مشاركة في عملية التطوير الاقتصادي، مع الاخذ بعين الاعتبار حتمية تقليص حجم القطاع العام واعادة النظر في مصاريف الوزارات والاجهزة الحكومية لمواكبة التطورات الاقتصادية المتسارعة اقليميا وعالميا.
وبين رول في استعراضه لمسار الاقتصاديات الخليجية والعالمية في التعامل مع تبعات ازمة اسعار النفط، ان تقليص حجم الميزانيات لا يقتصر على الحكومات، بل يشمل الافراد والمؤسسات وحتى على مستوى ميزانيات الأسر، بحيث يجب ان تتوقف عن انفاق اكثر مما تحتاجه او تكسبه من قوت يومها.
وذكر رول ان البنوك المركزية تلعب دورا محوريا في تعديل كفة النمو الاقتصادي من خلال انتهاج سياسات نقدية اكثر حصافة تراعي التنافسية في القطاع المصرفي وتضمن توفير سيولة كافية في الاسواق.
ولفت رول الى ان ما ادى الى الوضع الغريب الراهن في اسواق النفط هو تبني الولايات المتحدة لتكنولوجيا جديدة لإنتاج الصخر الزيتي فقلبت معادلة التنافس بين منتجي النفط سواء على مستوى شرق اسيا او شمال افريقيا وامريكا الشمالية.
ونوه رول الى ان انخفاض تكلفة احواض النفط الصخري ساهمت بشكل كبير في تحفيز الامريكان ودول امريكا الشمالية الى اللجوء للصخر الزيتي كبديل عن النفط الخام في استهلاك الطاقة.
وقال رول ان توجهات سوق النفط تتغير بصورة اسرع مما كنا نتصور في السابق، مما يجعل الخيط الفاصل بين وقوع ازمة او حدوث انتعاش او نمو اقتصادي رفيع للغاية. 
وشدد رول على ان ما ورثته الاقتصاديات الاقليمية والعالمية لسنوات طويلة من حيث معدلات الانفاق والمصاريف المتكررة الكبيرة يحتم عليها اعادة النظر بصورة جدية لسياسات تقشفية تحافظ على المكتسبات الاقتصادية المتحققة وتخفيف الصدمة الناجمة عن اسعار النفط المتدنية.
وأكد المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (الشرق الاوسط) قتادة زمان، ان منتدى خليج البحرين الجيو – اقتصادي نجح في استقطاب 230 مشاركا من اكثر من 40 دولة حول العالم لبحث التحديات الجيو – اقتصادية التي تواجه دول منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي والعالم.
وأكد زمان خلال تصريحات صحافية على هامش الافتتاح، ان المنتدى بدأ يأخذ مكانة مهمة إقليميا وأصبحت دول المنطقة تترقب انعقاده بعد نجاح النسخة الأولى منه والتي عقدت في العام 2015، حيث شكل نقطة لقاء لنخبة من القادة الرسميين العالميين، ناهيك عن مشاركة النخب من رجال الأعمال أصحاب النفوذ في القرار الاقتصادي الدولي.
وذكر زمان ان البحرين أصبحت تمتلك الخبرة الكافية لتنظيم وإدارة مثل هذا المنتدي العالمي وذلك بعد تراكم الخبرات، وهذا ما يمنح الكادر البحريني والمؤسسات المعنية الريادة على صعيد تقديم الخدمات التي يعتمد عليها نجاح الدولة في اكتساب سمعة تؤهلها لأن تكون احدى المحطات العالمية لإدارة الحوارات الدولية على المستوى الاقتصادي وكذلك المستويات الأخرى.
وبين زمان ان هذه الفعالية ستكون جزءا لا يتجزأ من سمعة البحرين على الخارطة الاقتصادية الدولية، معربا عن امله في ان تتضاعف أعداد المشاركين في المستقبل المنظور ليصبح ذو ثقل يضاهي حوار المنامة السياسي.
ولفت زمان إلى ان هناك دورا مهما وأساسيا للمنتدى الجيو-اقتصادي في تسليط الضوء على المتغيرات السياسية المستمرة على الساحة الإقليمية والدولية وتأثيرها على الاقتصاديات الوطنية.
ويبحث المنتدى بحسب زمان المواضيع الاقتصادية والتنموية المستجدة في مجال سياسات الطاقة والتبادل التجاري، وكذلك المستجد من استراتيجيات الأعمال في العالم والطاقة البديلة.