+A
A-

العرب لا يقرأون الكتب العلمية ولا يعرفونها!

تعتبر معارض الكتاب في الدول العربية من اهم مصادر المعلومات والثقافة والعلم، فهي تشتمل على كثير من الاصدارات وفي شتى صنوف المعرفة القانون والطب والاقتصاد وغيرها تحت سقف واحد، كما تعتبر مهرجانات ثقافية تحتفي بالأدباء والكتاب واصحاب الفكر وتمتلئ بالناشرين الذين يتسابقون لعرض أحدث إصداراتهم، ومما لاشك فيه ان معارض الكتاب تعد من معالم التطور في اي بلد ولا يمكن لأي مواطن الاستغناء عن هذه المعارض، ولكن القضية الاساس التي أود طرحها وبعيدا عن الجملة الشهيرة "كم يقرأ العرب؟ وماذا يقرأون؟".. علما بأن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنوياً، وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة.. ما أريد طرحه هو.. هل يقرأ المواطن العربي الكتب العلمية وهل يقبل عليها؟ فنحن كأمة عربية كان لنا السبق في الكثير من الاكتشافات العلمية، مثل الكيمياء والفلك، والطب، والطيران، وفي جميع المجالات العلمية المختلفة، ولكن هل الكتب التي تتحدث عن تلك الإنجازات العربية تحظى بقبول زوار معارض الكتاب في الدول العربية، وكم عدد دور النشر التي تضع هذه الكتب في مكان بارز حيث يستطيع الزائر مشاهدتها بكل يسر وسهولة بدل من وضع كتب "الطبخ وحل المسابقات والدجل والروايات السخيفة"؟

من خلال تجولي في معارض "الشارقة والكويت والقاهرة" في أوقات سابقة لاحظت عزوف القارئ عن اقتناء الكتب العلمية إلا فيما ندر، فصاحب دور نشر في معرض الشارقة أخبرني أن طوال 5 ايام لم يبع اي كتاب علمي، وبالرغم من عمل خصومات على الموسوعات العلمية إلا أن الوضع باق كما هو عليه.. كما اشتكى أحد الناشرين في معرض القاهرة للكتاب من تدني مبيعاته التي تغطي كافة المجالات العلمية وابتعاد الزوار عن جناحه وهي ظاهرة غريبة في المجتمع العربي كما يسميها.

في معرض الايام الثقافي المقام حاليا في معرض البحرين للمؤتمرات قمت بنفس الجولة والتقيت بعدد من دور النشر العربية لطرح السؤال نفسه.. هل يقرأ العرب الكتب العلمية، وإليكم الجواب:

مدير دار الشرق للنشر أوضح ان الكتب العلمية ليس عليها إقبال في معارض الكتاب التي تقام في مختلف الدول العربية وأكثر الإقبال على الروايات والكتب الثقافية في مجملها.

أما رياف مكتبي صاحب دار "مكتبي" فأوضح من جانبه ان العرب لا يقبلون على الكتب العلمية ولا تجذبه في المعارض.

كما ارجع محمد شرف من دار المشرق العربي عدم إقبال العرب على اقتناء الكتب العلمية الى اختلاف الاهتمامات بين جيل وآخر إضافة الى دخول وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وكلها عوامل أرغمت الشباب على وجه الخصوص الابتعاد عن القراءة بشكل عام، وهذه مشكلة كبيرة ينبغي الالتفات إليها، فالقراءة هي غذاء الروح والوسيلة الاولى لتثقيف الانسان وتوسيع مداركه وإذا لم نهتم بالشباب وتعويده على القراءة منذ الآن فسيكون الوضع في المستقبل كارثيا.

محمود حسين من دار الفرسان بمصر قال ان الكتب العلمية لها شأن كبير في معارض الكتاب وهناك من يقبل عليها ولكن ليس بصورة كبيرة.

 

" حجم سوق الكتاب في العالم العربي"

أكدت الإحصاءات الصادرة خلال العام الماضي، أن حجم سوق الكتاب في العالم العربي، يبلغ نحو مليار دولار سنوياً، في حين كشفت دراسة أجراها اتحاد الناشرين الدوليين، عن أن حجم صناعة نشر الكتب، على اختلاف أشكالها، يبلغ 151 مليار دولار، مقابل 133 مليار دولار لقطاع الأفلام والترفيه.

ليؤكد ذلك أن صناعة نشر الكتب تعد الأكبر بين الصناعات المعنية بإنتاج المحتوى الإعلامي والترفيهي في العالم، لدرجة أنها تتفوق على قطاع صناعة الأفلام والموسيقى عالمياً، فيما جاء قطاع إنتاج المجلات ثالثاً، إذ قدر حجمه بـ 107 مليارات دولار، تلاه قطاع ألعاب الفيديو بواقع 63 مليار دولار، ثم الموسيقى التي انتزعت 50 مليار دولار من كعكة صناعة المحتوى الإبداعي، ترفيهياً وإعلامياً.