العدد 3263
الأربعاء 20 سبتمبر 2017
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
في زمن الهواية.. الاحتراف تخاذل!
الأربعاء 20 سبتمبر 2017

تطالب الجماهير البحرينية والخليجية والعربية بتطبيق الاحتراف الرياضي في شتى الألعاب الرياضية، لكنها لا ترتضي بتطبيق أبسط مبادئ الاحتراف القائمة على حرية انتقال اللاعبين بين الأندية المحلية، فزمن الولاء والانتماء للنادي أبد الدهر قد ولى!

في البحرين لا يوجد نظام للاحتراف الرياضي، ولكن من حق كل لاعب عندما يصل للسن القانوني أن ينتقل لأي ناد يشاء ويبحث عن أفضل الفرص التي تؤمن مستقبله المعيشي في ظل مصاعب الحياة وارتفاع تكاليفها، بعدما مثل ناديه الأم لسنوات طويلة وقاده لتحقيق الألقاب والبطولات، أو أي ناد لعب في صفوفه لموسم أو موسمين، ولكل اتحاد أنظمة ولوائح متبعة تحكم نظام الانتقالات.

وبما أن اللاعب هو الركيزة الأساس التي تقوم عليها المنظومة الرياضية فإن انتقالات النجوم البارزين دائماً ما تصاحب بردود فعل متباينة ما بين مؤيد ومعارض، وهنا نستغرب الآراء المعارضة لانتقالات اللاعبين، الأمر الذي يعكس لنا غياب العقلية الاحترافية في الوطن العربي عموما.

وعندما نتحدث عن البحرين فإن انتقال أي لاعب من ناد لآخر يعتبر تخاذلا أو مؤامرة أو نكرانا لجميل النادي الذي احتضن اللاعب وهو ما يسمى بـ “التعصب الرياضي”، فالجماهير لازالت تعيش في زمن الهواية ولم تعد تستوعب موضوع الاحتراف مع أننا لم نطبقه بحذافيره.

وفي الوقت الذي يطالب فيه كثيرون بتعديل السن القانوني لانتقالات اللاعبين في البحرين من 30 إلى 26 عاماً في بعض الألعاب، فإن كثيرين لازالوا يستكثرون انتقال لاعب بلغ سن الـ 30 عاما إلى ناد آخر بحثا عن تجربة جديدة وفرصة احترافية أفضل.

من ينادي ويطالب بالاحتراف الرياضي سواء في كرة القدم أو باقي الألعاب الأخرى ينبغي أن يتحلى بعقلية بعيدة عن التعصب الرياضي، فالرياضة أصبحت مصدراً لرزق كثير من اللاعبين، وللعلم فإن معظمهم غير متفرغين لممارسة الرياضة، فهم يكافحون في جبهات عدة من أجل تأمين لقمة العيش الكريمة، فهلا توقفنا عن اتهامهم بالتخاذل والنكران والبحث عن المال؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية