لقاء جلالة الملك عاهل البلاد حفظه الله أهالي سترة، الذي جرى قبل أيام، يكتسب طابعا خاصاً، استذكر فيه جلالته الإسهامات التي أسداها الرعيل الأول من قاطني هذه المنطقة من مملكتنا الحبيبة، والدور الذي لعبه الآباء والأجداد في مسيرة العلم وترسيخ مبادئ وعادات وثقافة أهل البحرين. ولا أحد ينسى أنّ روح التعايش والتسامح التي يتمتع بها هؤلاء الرجال كان لها أكبر الأثر في تجاوز العديد من الأزمات والمحن.

إنّ أبناء البحرين كافة يستذكرون بحبّ وعرفان تشريف جلالة الملك جزيرة سترة قبل سنوات، حيث كانت زيارة تاريخية بحق، ولم تغب عن ذاكرتهم عندما هبّ الأهالي من كل الأعمار والفئات للترحيب بجلالته معبّرين عما يكنونه من حب وولاء لمليكهم.

إنّ اللقاءات بين عاهل البلاد والأهالي التي تجري بشكل دائم هي دلالة بالغة على ما يكنه جلالته لأهل البحرين من حبّ، وفي ذات الوقت تعزيز اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي الذي يعد ضمانة للاستقرار. إنّ الإسهامات الوطنية الكبيرة لجلالة الملك في جمع أبناء الوطن على قلب واحد عبّر عنها إجماعهم على ميثاق العمل الوطنيّ الذي يعد تجسيدا رائعا للترابط والتآخي بين أفراد المجتمع البحريني.

لمنطقة سترة في ذاكرة البحرينيين مكانة خاصة، ومن عرف أهلها عن قرب فإنه يلمس فيهم الوداعة ونقاء السريرة وثراء طينتهم المعطاءة، وتاريخ هذه الجزيرة عريق وناصع في المسيرة الوطنية بما سطرّه رجالاتها عبر عقود من الزمن من أعمال، وتخطر بالذهن هنا مقولة جميلة لأحد المفكرين ملّخصها أنّ المدن كالناس أخلاقها كأخلاقهم وطبائعها كطبائعهم وهذا ما يتجسد تماما في هذه المدينة، إنّ الواجب يحتم على أبناء هذا الجيل كما كان آباؤهم أن يكونوا رُسُل محبة وأخوّة يسعون بكل طاقاتهم لتعزيز عرى المحبّة وأن يكونوا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضاً.

في اللقاء التاريخي أمام جلالة الملك حفظه الله استذكر الأهالي بالعرفان والتقدير الأمر الملكي السامي بإنشاء أربعين ألف وحدة سكنية في سترة، وتمنوا استكمال البنية التحتية من شوارع وأرصفة وإنارة وتطوير نادي سترة بإنشاء صالة رياضية نموذجية تلبي أنشطة النادي وبرامجه لاحتواء الشباب واكتشاف مواهبهم وتوجيه طاقاتهم واستثمار أوقاتهم، بالإضافة إلى إنشاء الحدائق العامة والملاعب، كما تطلع الأهالي إلى تطوير مركز سترة الصحيّ وإنشاء المدارس.