العدد 3270
الأربعاء 27 سبتمبر 2017
banner
التاجر يتلو تعاويذ نار الأسعار وينفثها في وجه المواطن!
الأربعاء 27 سبتمبر 2017

من الأفضل التقدم بخطى حثيثة مادامت الظروف مناسبة، فلنقلب المسألة على جميع وجوهها، هذا ما قاله الجزافون وبائعو السمك، مستغلين حرارة الجو لرفع أسعار الأسماك في الأسواق، ما جعل المواطنين يطلقون الحملة المشهورة “خلوها تخيس” التي تدعو المواطنين والمقيمين لعدم شراء الأسماك وتركها تتعفن بعد أن وصل كيلو سمك الصافي إلى 6 دنانير، والصافي كما هو معروف سيد الأطباق في كل بيت بحريني، وبحسبة بسيطة فإن بيتا مكونا من 5 أفراد سيحتاج إلى “2 كيلو ونص” سمك، على اعتبار أن الكيلو الواحد يكفي شخصين، ومعنى هذا على رب الأسرة أن يدفع 15 دينارا مقابل “2 كيلو ونص” صافي لوجبة واحدة في اليوم، وهذا شيء سيجعل رب الأسرة ينظر إلى أبنائه مقطب الجبين وكأنه أجبر على تحطيم الحجارة بأسنانه!

حقيقة، عالم “الجزافين” غريب عجيب، فبالرغم من نمو حجم الإنتاج وقيام الجهات المسؤولة بتنفيذ البرامج التي تهدف إلى تحقيق التوازن، إلا أن هناك من يتعمد رفع الأسعار ومضايقة المواطن بحجج واهية مثل ارتفاع درجة حرارة الجو ومصروفات العمال وغيرها، ولمست شخصيا تفاوتا في الأسعار في “سوق فرضة الحد”، فهذا يبيع بدينارين وذاك بدينارين ونصف والجميع يترك بصمات أصابعه على جسد المواطن المسكين الذي يريد الخروج بأية طريقة كانت من كابوس الارتفاع الجنوني في الأسعار والبحث عن خيط النور وفجر الأمل والخلاص.

كل تاجر سواء كان كبيرا أم صغيرا، وكل مؤسسة صغيرة أو متوسطة أو كبيرة تتلو تعاويذ وتعازيم نار الأسعار وتنفثها في وجه المواطن الذي فقد القدرة على الإحساس من كثرة تلقي ضربات التجار وتعليقه على أبواب الإفلاس، ما إن يخرج من نفق حتى يدخل غيره، للتو ابتعد عن حافة الخطر وشجرة الصبار بعد انتهاء مصاريف العيد والمدارس، واليوم يعيش تجارب مريرة مع جشع الجزافين وبائعي السمك، ومن المؤكد أنه سينتظر التاجر أو البضاعة التي ستتلألأ في الأفق قريبا، أشعر أحيانا أن بعض التجار يريدون من المواطن أن يذهب إلى النصف المظلم من كوكبنا ليعيش هناك!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .