العدد 3270
الأربعاء 27 سبتمبر 2017
banner
الهجرة النبوية
الأربعاء 27 سبتمبر 2017

الهجرة النبوية من مكة المُكرمة إلى المدينة المُنورة تعتبر من الأحداث التاريخية العظيمة للدعوة النبوية، فلم يكن خروج النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة انتقالا كيفيا، بل جاء مُكملا لأهداف ومبادئ الدعوة الإسلامية، وكانت الهجرة النبوية فرصة للذين لم يدخلوا دين الله ليتفكروا في وضعهم الحالي ويتأملوا صِدق دعوة النبي محمد خصوصا أنهم يعرفون نسبه وشرفه ونزاهته وكانوا يدعونه “الصادق الأمين”، فخروج النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أتاح للكثيرين دراسة موقفهم من الدين وهي فرصة للطرف الآخر أي الذين آمنوا بالنبي ودينه لكي يتخلصوا من عذاب وأذى المشركين، فهي فرصة للنجاة من العذاب والموت، ولأجل المشاركة مع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بناء الدولة الجديدة.

كان وجودهم في المدينة المُنورة لأجل بناء وتأسيس الدولة ونشر ثقافة ومبادئ الإسلام بين أفراده، وتعليمهم أصول الفقه الإسلامي، واتسمت هذه الهجرة المٌباركة بالكثير من المواقف والبطولات، إذ ليس من السهل أن يَترك الإنسان أهله وعشيرته وما يملكه في بلاده مُهاجرًا إلى مصير لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى، فاتخاذ مثل هذا القرار كان صعبًا، وكان تحديًا حقيقيًا للمؤمنين في ترك ديارهم ثمنًا لإيمانهم، فقد خسر المهاجرون ماديات الدنيا وربحوا بقاء الآخرة، فارقوا عشيرتهم واحتضنتهم عشيرة الإسلام، تركوا الآلهة المُتعددة وتوجهوا لعبادة الإله الواحد، وأصبحوا كالجسد الواحد.

لقد هاجر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما هاجر قبله الأنبياء من أجل إعلاء شأن الدين، وأن تكون للمسلمين مساحة من الحرية لعبادة الله تعالى بعيدًا عن أذى المشركين، فرسالة نبينا لم تكن لقوم أو قبيلة مُعينة بل كانت آخر الرسائل السماوية، فالدين الإسلامي رسالة عالمية إنسانية.

وتتزامن بداية هذا العام الهجري مع اليوم العالمي للسلام، فالدين الإسلامي هو دين المحبة والتسامح والسلام، وهي صدفة مباركة وجميلة، ونتمنى أن يكون عام خير وأمن وسلام للبحرين وقيادتها وشعبها وأمتنا العربية وشعبنا العربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية