كيف ستودِّع ضيفا ثقيلا جثم دون استئذان، اكتسب الهيبة من ضخامة جثته، تذعر من هدوئه، وتخشى غضبه وانفجاره.

وقيل: اتق شر الحليم إذا غضب، فما بالك إذا كان الحليم خزان بترول!

استقبل سكان منطقة عراد بشارات حزم خزانات الوقود حقائبها مرارا، وتكرر عهد مغادرتها سنوات طويلة.

وكلما علا صوت غضب الأهالي، صك مسؤولو شركة المطار السمع بتقارير المفتشين الدوليين عن الالتزام بأمور السلامة والحرص على البيئة و... و... .

استغرق المجلس البلدي بنقاشات عميقة وعقيمة، ووقع نواب أسئلة واقتراحات برغبة غير ملزمة دستوريا.

ينصب المرشحون خيامهم الانتخابية بشارع الخزانات، تسمعهم وتضحك عليهم، وأصبح الحنث باقتلاعها، مصير شعارات مرشحي أثقل دائرة بالبحرين، تضم 14 ألف صوت.

... إلى أن جاء الفرج بصدور توجيهات سمو رئيس الوزراء بنقل موقع الخزانات إلى داخل مطار البحرين. اصطفيت شركة عالمية للتصاميم، واختير 12 مكتبا هندسيا مرموقا، وتسابقت شركات على المناقصة الضخمة، وفازت شركة إماراتية جديرة بالمهمة.

ابتهجت لتصريح شركة مطار البحرين لوقود الطائرات عن بدء تشييد مجمع بالمطار بعد شهر يضم 3 خزانات بسعة 10 آلاف متر مكعب لكل منها.

وأعود للسؤال الأول: كيف ستودع ضيفا ثقيلا إذا كانت تركته مساحة أرض قد تستوعب بناء 20 بيتا لذوي الدخل المحدود؟

تيار

«ليست الحلاوة في القصب، بل السكر فيه هو الحلو».

مولانا جلال الدِّين الرومي