كان لي شرف المشاركة في المائدة المستديرة التي نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد التنمية السياسية بالبحرين، واستمعت وشاركت مع النواب والشوريين والإعلاميين الذين أكدوا بأشكال مختلفة ضرورة أن يقوم الإعلام بمزيد من الجهد في تعريف المجتمع بأهمية دور المرأة في عملية التنمية المستدامة وتقدم البلاد على كل المستويات، وكذلك توضيح النجاحات التي حققتها المرأة سياسيا واقتصاديا وعلميا، على اعتبار أن التجارب الناجحة التي حققتها المرأة ستعطي حافزا للمجتمع لكي يفسح المجال أكثر وأكثر للمرأة ويعطيها المزيد من الفرص للمشاركة السياسية وصنع التقدم لهذا البلد. المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم قرينة جلالة الملك، حقق الكثير على كل المستويات وقدم من الحوافز ما يكفي لتحقيق طفرة كبيرة في مجال المشاركة السياسية للمرأة، وصنع شراكات كثيرة مع كل الوزارات والجهات الإعلامية المختلفة لكي يقوم كل بدوره نحو وضع المرأة البحرينية في مصاف الدول المتقدمة والدول التي سبقتنا في إفساح المجال للمرأة للمشاركة في صنع السياسة.

ورغم النجاح النسبي، ورغم أننا سبقنا غيرنا، ورغم النماذج المبهرة من النساء البحرينيات اللاتي قدمن صورة مشرقة عن البحرين في محافل عديدة، إلا أن تطلعاتنا لا تزال تفوق ما حققناه بكثير، ولا يزال الإعلام البحريني مطالبا بدور أكثر فاعلية في ترويج النماذج الأنثوية الناجحة.

ولكن لكي نكون منصفين، لابد أن نحمل المرأة المسؤولية الأكبر في هذا المجال، فالمرأة البحرينية موجودة بشكل كبير في كل وسائل الإعلام، وهي مطالبة بالتعبير عن نفسها بكثير من الأشكال.

ولا أبالغ إذا قلت إن عملية ترويج نجاحات المرأة أيسر بكثير عن ذي قبل في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الأسرع، ولو أحسن استغلالها يمكن أن تصنع الكثير في إقناع المجتمع بزيادة دعمه مشاركة المرأة في صنع القرار.

نحن لا نطالب أحدا بتحويل التراب إلى ذهب ولا صياغة الرسائل والخطب العصماء، فالنماذج الأنثوية الناجحة موجودة بوفرة في البحرين، ولا عذر من وجهة نظري للمرأة البحرينية في هذه المرحلة التي نالت فيها رعاية ملكية غير مسبوقة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ونالت من اهتمام وجهد سمو الأميرة سبيكة ما يجب أن يملأها بالحماس والسعي نحو المزيد من النجاح.