الكثيرون من المتابعين الرياضيين يتساءلون وعندهم الحق في استفساراتهم ومن أهم ما يدور من تساؤلات في الشارع الرياضي المحلي: لماذا يكون معظم أعضاء إدارات الاتحادات الرياضية المحلية (لا يكشّون ولا ينشّون) بل هم مجرد زيادة في العدد بمجلس الإدارة ولا يقلُّون وصفًا عن الذين يقفون عند الوقوف ويجلسون عند الجلوس ولا فائدة من ورائهم أو أمامهم، وكل ما يهدفون إليه الفوز برئاسة وفد للسفر والسياحة إلى الخارج.

هذا ما يصفهم الشارع الرياضي المحلي وتلك حقيقة طُرحت في أكثر من مناسبة رياضية لكنها تأسست بالخطأ وبالتالي صارت اللعبة التي يُديرونها تسير على المزاج والأهواء الشخصية وعلى هذا الأساس لا نجد أي تطور على المستوى الإداري.

هذه واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه اتحاداتنا الرياضية وإصبع الاتهام تُصوب نحو الأندية التي ترميهم بعيدًا عنها لتتخلص منهم وتكون اللعبة هي الضحية الأولى.

لقد مضى على هذه الحال سنين طويلة ورغم أن الانتقادات كانت في فترة ما خشنة وتوجه بشكل مباشر لكنها اليوم اختلفت وصار الناس يملّون من كثرة الحديث فيها نظرًا لأن الأندية وبنسبة (99 %) يرمون من لا يريدونه فوق طاولات الاتحادات الرياضية بهدف التخلص منهم وإبعاد النادي عن مشاغباتهم ومشاكلهم التي لا تنتهي.

إذن، لا علاج وقتيًّا أو سطحيًّا لهذه الحالة الإدارية المرضية ما لم يتم تعيين أعضاء مجالس الاتحادات الرياضية وفقًا لقاعدة الكفاءة والخبرة والاختصاص.

إننا نمتلك عشرات بل مئات الكوادر الإدارية لكنهم لا يفضلون العمل التطوعي الإداري ببلاش لسبب أنهم مرتبطون بوزاراتهم ومؤسساتهم ومنازلهم وعائلاتهم، وفي هذا الزمن لا يستطيع الإنسان العادي أن يعمل بالمجان ويضحي بوقته فكيف بالإنسان المتعلم والمتخصص.

اليوم حل عصر جديد هو الاحتراف ومثلما تتعاقد الأندية مع اللاعبين المحترفين وتدفع لهم الرواتب المجزية ومنهم من لا يستحقها أصبح الإنسان الإداري محترفًا هو الآخر، وعلى هذا الأساس لا بد أن نُشرِّع قانونًا يقتضي تعيين رئيس الاتحاد ونائبه وأمين السر والمدير الإداري وننقلهم من أماكن أعمالهم بعد موافقتهم لمدة أربع سنوات فإن أجادوا أعطيناهم سنوات أربع أخرى وإن أخفقوا أعدناهم إلى وظائفهم السابقة أما بقية الأعضاء فيجوز إجراء انتخابات عليهم وأن يحصلوا على مكافأة سنوية في نهاية كل عام.

ذلك هو الحل الذي سوف يجعل من الاتحادات الرياضية تسير على قاعدة احترافية ويكون إنتاجها الإداري والفني مُراقَبًا وتحت أنظار من يعنيهم الأمر.