ما هو الفعل الحقيقي والعملي الذي يمكن من خلاله وأد مخطط التقسيم الذي يمكن أن يعم الوطن العربي أمام أعين الجميع؟ حيث إن الإجراءات التي بدأها النظام في بغداد والتي تبتعد عن المنطقة الكردستانية بدلا من الاقتراب منها ومن قاطنيها، هذه الإجراءات لن تكون ذات فائدة مستقبلية، إنما ستزيد من الفرقة بين مكونات الشعب العراقي، مع أن النظام ربما لجأ إليها مضطرا، وفي نفس الوقت نجده قد لجأ إليها بعد أن حدثت الفرقة وتمكن أعداء الأمة من استغلال الثقوب في الجسد العربي، بالتالي من المفترض أن تعقب تلك الإجراءات الوقتية إجراءات دائمة وبعيدة المدى تنزع فتيل الفرقة بين جسد أبناء الوطن الواحد.

لذلك لا يوجد حل يمكن من خلاله تفادي تلك المؤامرة التي تحيق بالأمة من خلال مكوناتها المختلفة كما قلنا في السابق، إلا المواطنة الحقيقية التي يجب أن تنتشر في جسد وطننا العربي الكبير، مواطنة يكون فيها الإنسان العربي المواطن الأول في بلده، مواطنة يكون محورها المواطن الإنسان، فما يعيشه وطننا الكبير في مختلف أقطاره بعيد عن تلك المواطنة، لأن المحور والأساس الذي يقوم عليه ويعمل من أجله النظام العربي حاليا ومنذ سنوات طويلة قمة النظام لا المواطن، لذلك لا يشعر المواطن بأنه يعيش في وطن حقيقي يحفظ له قيمته وكرامته وإنسانيته، وطن يكون فيه الجميع على قدم المساواة في كل شيء لا فرق فيه بين مواطن وآخر، وطن تكون فيه فرص الجميع متكافئة ومتساوية في كل شيء، وطن يحس فيه المواطن بقيمة عمله وما ينتجه، ويستطيع الإنسان أن يعبر فيه عن رأيه وموقفه بحرية وصراحة، فلو عاش الإنسان العربي في وطنه بهذه المبادئ فلن يكون له هدف الابتعاد عنه أو الرغبة في الانفصال عن الجسد الأم... الله أعلم.