العدد 3283
الثلاثاء 10 أكتوبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الأمم المتحدة واليمن
الثلاثاء 10 أكتوبر 2017

نحن في مجلس العلاقات العربية الدولية “كارنتر” نقول بكل صراحة إن الدور الذي تقوم به أجهزة الأمم المتحدة وممثلوها، وبعض المبعوثين الدوليين فيما يخص العالم العربي والإسلامي وتحديدا اليمن، هو دور مشبوه لا يتفق بتاتا مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي قامت عليها الأمم المتحدة، كما أنه يجب القول إن هذه الأجهزة الأممية ساهمت في استمرار معاناة الشعب اليمني، تحت حجج مفاوضات وهدنة أعطت الانقلابيين والمخلوعين ضوءا أخضر لاستمرار عمليات الإبادة الجماعية وتدمير البنى التحتية وانتهاك حقوق الإنسان والأطفال، وانتشار الأمراض والأوبئة التي فتكت بالشعب اليمني، مما يعني بالنهاية دعمها بشكل غير مباشر الانقلابيين وميليشيا صالح، بل عملت على تسويقهم بالعملية السياسية، بالرغم من الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني.

كل ما قامت به أجهزة الأمم المتحدة وبعض ممثليها يشكل مخالفة صريحة وواضحة لعمل أجهزة ومنظمات وهيئات الأمم المتحدة، التي بنيت على أساس احترام حقوق الإنسان وصون حياته وملاحقة المجرمين وتقديمهم للعدالة الدولية، ونشر ثقافة التسامح والسلام والبعد عن الرضوخ وإملاءات الدول الكبرى وضغوطاتها السياسية والمالية، وهذا ما لم يتحقق في عهد السيد بان كي مون، واستمر حاليا مع الأسف.

رأينا بأم أعيننا كيف عمدت بعض أجهزة الأمم المتحدة والمبعوث الأممي مع الأسف إلى اتهام قوات التحالف في اليمن في وقت تغض فيه النظر عن جرائم الحوثيين وصالح الذين يتخذون الأطفال دروعا بشرية ويزجون بهم في أرض المعركة.

إن اعتماد الأمم المتحدة على معلومات مغلوطة يقدمها الحوثيون أدى إلى فضيحة أممية حينما أدرج اسم التحالف العربي بالقائمة السوداء بدل الحوثي وصالح، ما أثار الرأي العام العالمي فتراجعت على إثره هذه الأجهزة وألغت اسم التحالف العربي من القائمة في دليل واضح على تخبط هذه الأجهزة والمبعوث الأممي، أضف إلى ذلك تطبيل المبعوث وأجهزته لما يسمى بمحادثات السلام، وإقناع الحكومة الشرعية بمفاوضات، ولقاءات في الوقت الذي كانت فيه الأسلحة الثقيلة للمتسببين بهذه المأساة تقصف المدن اليمنية وتدمر كل ما يمت للشرعية بصلة، ويتم قتل الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ، من دون أن تكون هناك ذرة من الإنسانية أو تعلن الأمم المتحدة أن الحوثيين وصالح يرتكبون إبادة جماعية بحق الإنسانية، وفي هذا دليل على تواطؤ المبعوثين وبعض الأجهزة الأممية مع الانقلابيين لتأهيلهم سياسيا تحت مسمى حكومة وحدة وطنية، لهذا فإننا في منظمات “كارنتر” سنعمل على كشف فساد العاملين بأجهزة الأمم المتحدة، من خلال التقارير والأخبار والمقالات والأبحاث.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .