+A
A-

متحف البحرين الوطني يضيء فنون دلمون الخفيّة في معرض الأختام

تواصل هيئة البحرين للثقافة والآثار عملها في تسليط الضوء على التراث الإنساني للحضارات العريقة التي مرت على المملكة والمنطقة، حيث افتتحت في متحف البحرين الوطني معرض "الأختام: سمة دلمون وفنّها الخفي" وذلك يوم 11 أكتوبر 2017م.

و يقام معرض الأختام الدلمونية بالتعاون مع متحف الكويت الوطني. وفي أروقة المعرض الذي يقام في قاعة دلمون بمتحف البحرين الوطني، سيتعرف الزوار على أختام من مقتنيات المتحفين  يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد.

وقال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار أن تاريخ البحرين يشكل جزءاً هاماً من التاريخ الإنساني، مشيراً إلى أن حضارة دلمون شكلت رابطاً بين حضارات عريقة أخرى مثل حضارة ما بين النهرين وحضارة السند والهند. وأوضح أن معرض الأختام الدلمونية سيعرّف الجمهور على جزء هام من حكاية حضارة عريقة سكنت البلاد لآلاف السنين، وهذا من صُلب عمل وأهداف المتحف الوطني الذي يسلّط الضوء على عراقة تاريخ أرضنا الغالية.

بدوره أعرب الدكتور سلطان الدويش مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت عن سعادته للتعاون مع هيئة الثقافة من أجل تعريف الجمهور بحضارة عريقة أثرت في المشهد التاريخي للمنطقة كاملة. وقال إن الأختام من مجموعة متحف الكويت الوطني يأتي معظمها من جزيرة فيلكة الواقعة إلى الشمال من مدينة الكويت. وأشار الدكتور الدويش إلى أن الأختام الدلمونية وسيلة استطاع علماء الآثار من خلالها التعرف على ملامح حياة الإنسان الخليجي القديم وطرق معيشته، تجارته، ملابسه، ثقافته وطرق تنقله إضافة إلى معتقداته.

وعلى الرغم من حجمها الذي عادة لا يتعدّى سوى بضع سنتيمترات، كانت الأختام أداة إدارية رئيسية في تنظيم التجارة والمجتمع على حد سواء خلال فترة دلمون، حيث كانت تُستخدم في الوثائق الرسمية، العقود، العلامات المرفقة بالبضائع، بل وحتى على بوابات المباني، وذلك لإثبات أصالتها وهوية مالكها. وبالإضافة إلى وظيفتها الرئيسية في تنظيم الشؤون الإدارية، من المحتمل أيضاً أنها كانت تحمل بعض الدلالات الماورائيّة أو الغَيْبيّة.

وبسبب أشكالها وصورها الغريبة وغير المألوفة على صعيد منطقة للشرق الأدنى، تعدّ الأختام الدلمونية - أكثر من أي صنف آخر من القطع الأثرية - التمثيل المادي الأوضح والأبرز لثقافة دلمون وفنّها الوحيد الذي لا يزال باقياً إلى يومنا هذا، إذ تُضيء الأشكال والأيقونات والصور المميزة وكيفية استخدام المواد المحلية في صنعها جوانب هامة من الحياة أثناء عصر دلمون، وتوفّر معلومات ومعطيات قيّمة عن الظروف الاجتماعية - الثقافية والاقتصادية السائدة آنذاك، كما وتجسّد التمثيلات البارزة على وجهها المنحوت الطريقة التي كان يُفسّر بها الدلمونيين العالم من حولهم.

هذا ويأتي تنظيم المعرض في إطار برنامج الهيئة الثقافي لعام 2017 "آثارنا إن حكت"، كما ويتزامن مع إقامة مؤتمر "المتاحف في شبه الجزيرة العربية" والذي اختتم أعماله في المتحف الوطني يوم 13 أكتوبر الجاري.