العدد 3288
الأحد 15 أكتوبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الحوثي وصالح وتدمير اليمن (1)
الأحد 15 أكتوبر 2017

تجري حاليا محاولات لعقد مفاوضات بين وفد سفيه اليمن الحوثي والمخلوع صالح، ووفد الحكومة الشرعية المدعومة خليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، وقبل هذه المفاوضات، كانت هناك مفاوضات جنيف 1 وجنيف 2 بين الطرفين، وبعد مفاوضات ماراثونية استعراضية من طرف الحوثي والمخلوع، هدفها كسب المزيد من الوقت، لعل التحالف العربي، من وجهة الانقلابيين، يسأم من ضرباته وينسحب ويترك الأمر لهم لاستكمال انقلابهم، فشلت هذه المفاوضات في تحقيق أي تقدم يذكر بخصوص تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بالانسحاب من العاصمة صنعاء وإطلاق المعتقلين وتسليم الأسلحة إلى سلطة الدولة، وهذا الفشل كان متوقعا منذ البداية عند انطلاق جنيف 1 وجنيف 2. وحسب وجهة نظرنا، من المتوقع أن تفشل المحاولات الجديدة.

واستنادا إلى بياناتنا وتصريحاتنا الإعلامية التي أطلقتها منظمات وجمعيات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)، فإنه يمكننا أن نقدم للقارئ العربي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء فشل المفاوضات، ولعل أهم الأسباب تكمن بالتالي: السبب الأول لفشل المفاوضات بين الحكومة اليمنية الشرعية والانقلابيين، هو العقلية الكهنوتية للفكر الحوثي الذي تمت صناعته ورعايته وتسويقه من قبل الحرس الثوري الإيراني، والمرتكز على قدسية وكهونية وسلطة الحوثي على اليمنيين، ليمثل الولي الفقيه والمرشد اليمني، الذي يجب على كل اليمنيين طاعته طاعة عمياء، بنفس الشكلية التي يجب على الإيرانيين فيها طاعة الولي الفقيه. وعليه فإن الحوثي لن يفرط في الأمر ويعرض سلطته للمساومة وإخضاعها للسلطة الشرعية اليمنية.

ثانيا: العقلية المريضة للمخلوع. لن ننسى أبدا الموقف المخزي لهذا المخلوع حينما وقف مع الغزو العراقي ضد احتلال الكويت، ولن ننسى كيف انقلب هذا المخلوع على اتفاق الوحدة مع الجنوب، وخاض حربا لتصفية الجنوبيين وإلغاء كل مظاهر الوجود الجنوبي، ولن ننسى كيف أن المخلوع غدر بالمبادرة الخليجية وانقلب عليها، وأصبح يدير العمل من الخلف، كل تلك الأفعال من قبل هذا المخلوع تؤكد وجود مرض نفسي يسيطر على عقلية هذا الإنسان. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية