العدد 3289
الإثنين 16 أكتوبر 2017
banner
ليست مسألة حظ
الإثنين 16 أكتوبر 2017

من منا لا تداهمه لحظات الحزن والفجيعة عندما يتناهى إليه نبأ وفاة مريض نتيجة خطأ طبيّ، عشرات الحالات كانت نهايتها مفجعة لأسباب غير معلومة، في الأسبوع الفائت كانت المواطنة الشابة “ضحى” حديث المجتمع البحرينيّ، وأقاربها وجهوا أصابع الاتهام بأنّ هناك إهمالا وراء الوفاة بعد أن دخلت في غيبوبة استمرت أربعين يوما، لا نريد الدخول في تفاصيل الحالة المذكورة ومراحل العلاج الصعبة لكن الذي نأمله أن يستجيب المسؤولون بفتح ملف للوقوف على الأسباب المفضية إلى تدهور حالتها الصحية لكي لا تتكرر مثل هذه الأخطاء الفادحة.

الذي يثير الاستغراب بل الدهشة ما نسب إلى الطبيبة الاستشارية المعالجة بمجمع السلمانية الطبيّ قولها “ليس لدينا تفسير طبيّ لما حدث... ضحى مسكينة.. حظها جذي”، إنّ مثل هذا الكلام غير المسؤول هو ما يستوجب من القائمين على جهاز الصحة التوقف أمامه، إذ ليس من المنطق أن لا يكون هناك تفسير لحالة طبية أدخلت المستشفى وأجريت لها التحاليل المطلوبة وبقيت تحت أنظار الأطباء أربعين يوما، إنها صدمة مروعة أن يفاجأ أهالي المريض بوفاة قريبتهم ويذكر الأطباء أن الحظ هو المتهم كما قالت الطبيبة الاستشارية! إنها كارثة حقيقية ومصير مظلم لمن تقوده أقداره إلى أي مركز طبيّ.

القضية أخطر مما قد يتخيله تفكير أي فرد منّا، فالأمر يعني ببساطة أنه لم تعد بعد اليوم ثقة في أي علاج، وكنا هنا قد طالبنا الوزارة أكثر من مرة بأن تأخذ قضايا الوفيات والإهمال بجدية أكبر، لا أن تتعامل إزاءها بوصفها مسائل اعتيادية لأنّها تتعلق أساسا بحياة الإنسان أولا وأخيرا التي لا يجب التفريط فيها، ولأنها رسالة إنسانية جسيمة لا يجب أن تتخلى عنها بأي شكل من الأشكال.

المساءلة حول الأخطاء الطبية لا تتحقق إلاّ بإصدار القانون المختص بهذه القضايا، ورغم أنّ عددا من النواب أكدوا قبل أعوام ضرورة إصدار القانون بيد أنّ هناك من لا يزال يبدي التحفظ عليه لأسباب غير مفهومة،  ومحزن أن الإهمال بات سمة بارزة في أكثر من جهة طبية في أرجاء المملكة وخصوصا مركز السلمانية الذي يستقبل الحالات الطارئة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية