العدد 3290
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الحوثي وصالح وتدمير اليمن (2)
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

الغدر ونكران الجميل والانقلاب على العهود، مرتكزات تحرك عقلية هذا الإنسان الذي يسعى في قرارة نفسه لأن يكون زعيما عربيا قوميا، فهو يعتقد أنه آخر جنرالات العرب القوميين في هذا الزمن، ولهذا فإن أية محاولة لإزاحة هذا المخلوع، أو محاولة بسط السلطة الشرعية في الدولة من دون وجوده على الساحة، سوف تواجه بمعارضة قوية من قبله، بل إفشال أي اتفاق قد يحدث لاحقا من دونه وزمرته، كما جرى مع المبادرة الخليجية.

وعن الدور المشبوه للأمم المتحدة نتساءل في البداية، ما الذي قدمته الأمم المتحدة للقضية الفلسطينية؟ ما مصير قرارات التنديد والمطالبات التي صدرت من قبلها تجاه القضية الفلسطينية؟ هل التزمت إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة؟ الإجابة هي لا. والسبب هو أن من يدير مجلس الأمن خمس دول تتحكم بمدى تطبيق قرارات مجلس الأمن من عدمها، وندد اليمنيون بما قام به الوسيط الدولي السابق بن عمر، بخصوص التساهل مع الحوثيين وإعطاء الضوء الأخضر للقيام بالانقلاب بشكل غير مباشر، مقابل ضغوطات على الجانب الحكومي، وهو ما يفسر رغبة الدول الخمس بدعم سيطرة الحوثيين ولكن بطريق غير مباشر.

وهاهو الوسيط الحالي إسماعيل ولد الشيخ أحمد يقوم بنفس دور بن عمر، فقد كان جل عمله الضغط على الشرعية اليمنية، للجلوس مع الوفد الانقلابي تحت مسمى المفاوضات، وهذا أمر مشبوه بشكل واضح، فقرار مجلس الأمن واضح، وعلى الوسيط الدولي التواصل والجلوس مع الانقلابيين لتطبيق قرارات مجلس الأمن، أكرر هذه النقطة حتى تكون الرؤية واضحة، على الوسيط الدولي التباحث مع الانقلابيين لتطبيق قرار مجلس الأمن، ولكن ما يحدث الآن هو إجبار الشرعية على الجلوس مع القتلة والخونة الانقلابيين، وهذا بالضبط ما نقصده بالدور المشبوه للأمم المتحدة تجاه المصالح العربية، وعليه، فإن هذه الأسباب ستفشل كل المفاوضات بين الشرعية اليمنية والانقلابيين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .