العدد 3290
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017
banner
عمر فاروق وأحمد شريف وآخرون
الثلاثاء 17 أكتوبر 2017

في لفتة جميلة لعدد من مبدعي “السوشيال ميديا” قدّم عمر فاروق وأحمد شريف مؤخرًا تسجيلاً توثيقيًّا بث على صفحات برنامج “الإنستغرام” تحت عنوان “أنا لست مسرفًا” وبرسالة ضمنية هادفة، ومؤثرة، لم تتخط مدتها الستين ثانية فقط.

وعرض فاروق وشريف -كعادتهما- لقطات احترافية مفادها أن الإسراف نقمة، وأن الانشغال بشؤون الحياة المختلفة والضاغطة أيًّا كانت، يجب أن لا تدفع بعاداتنا نحو هذه العادة السيئة، فالاعتدال مطلوب، وحماية البيئة مسؤولية نتشارك بها جميعًا.

وتختصر هذه الرسائل الهادفة، لهذين المبدعين، واللذين يتابع حساباتهم أعداد ضخمة من المتابعين، جهود الكثير من البرامج التوعوية الحكومية، والتي قد تستنزف من خزينة الدولة الكثير، ومن دون تحقيق نصف المردود المطلوب.

وتلقي هذه المبادرة الضوء على عدد من الشباب البحريني، والذين نجحوا بالسنوات الأخيرة بأن يجعلوا منصات حساباتهم بشبكات التواصل الاجتماعي، منابر تأثير على الجمهور، ومحركة للرأي العام نفسه، وبرسائل ضمنية، تتنوع ما بين الهادفة، والناقدة، والداعية لتصحيح مسارات المجتمع، ومؤسسات الدولة من قبل.

ويلاحظ وبأسف بالغ، بأن هنالك عزوفًا إعلاميًّا ورسميًّا عن الالتفات لمثل هذه الكوادر، والتي أسّست نفسها بشكل (عصامي) من الصفر، وصعدت تدريجيًّا بسلم النجاح، في أوساط مجتمع يجتهد البعض من مكوناته بمحاربة الناجحين، وإقصائهم، والقضاء عليهم، إن أمكن.

ولا أعلم حقيقة المسببات التي تحول دون النظر لهم وتقديرهم، إلا حين يتم تكريمهم في المحافل الخارجية والدولية، وبعادة متكررة ومزعجة نعرفها جميعًا.

فالكادر البحريني المميز، لا يلاقي الاحتضان المطلوب، إلا بعد أن يكرّم من الأجنبي بالخارج، وكأن هذا الأجنبي بات هو البوصلة التي يقاس من خلالها من يجب الالتفاتة إليه.

عمر فاروق وأحمد شريف وخالد جناحي وغيرهم من كفاءات أبناء بلدي، فخر لنا جميعًا، وهم ومن بشاكلتهم من المبدعين، البوصلة الحقيقية للشباب البحريني القادر على صنع التغيير، وتشجيع الآخرين على السير بذات المسار.

وكل الأمل أن ينالوا نصيبهم من تقدير الدولة ومؤسساتها وشخوصها، لأنهم من تحتاجهم البحرين اليوم في مجالاتهم الإبداعية تحديدًا، ودون غيرهم الكثير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .