+A
A-

السجن المؤبد لمُدانَين بخطف وتعذيب شاب حتى الموت في الدراز

عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة متهمان "24 و21 عامًا – هاربان" أُدينا بتعذيب شاب "18 عامًا" بمنطقة الدراز، بدعوى أنه متعاون مع أفراد الشرطة "مُخبر"، وألقوا به عقب الاعتداء عليه وسرقة ممتلكاته الشخصية في مكان عام حتى وافته المنية على سرير المستشفى عقب عدة أيام من الواقعة؛ وذلك بالسجن المؤبد عما أسند إليهما من اتهامات.

فيما قضت بمعاقبة صديق المجني عليه "18 عامًا" بالسجن لمدة 5 سنوات، وبالحبس 3 سنوات لمتهم رابع "17 عامًا" كان يراقب للمعتديين المكان.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنه نظرًا لظروف الدعوى وملابساتها فإنها أخذت المتهم الرابع بقسط من الرأفة في الحدود التي تسمح بها المادتين 72 و73 من قانون العقوبات، كما أن المتهم الثالث وإن كان قد بلغ الخامسة عشر من عمره إلا أنه لم يتجاوز الثامنة عشر بعد، الأمر الذي ينطبق عليه العذر المخفف المبين بالمادتين 70 و71 من ذات القانون.

وذكرت المحكمة أن تفاصيل الواقعة تتحصل في قيام المتهم الثالث وبتكليف من المتهمَين الأول والثاني بالاتفاق مع المتهم الرابع على استدراج المجني عليه وهو صديق الأخير بالدخول إلى منطقة الدراز مساء؛ لحضور مجلس قراءة باعتصام الدراز؛ وذلك للتحقيق معه حول عما إذا كان مرشدًا لرجال الأمن من عدمه.

وأضافت أن المتهم الثالث وبالاتفاق مع المتهم الرابع اتفقا على استدراج المجني عليه، وعقب انتهاء مجلس القراءة يعودان من طريق أحد المضايف والمسمى بـ "مضيف أم المؤمنين" وغرفة الكهرباء.

وبالفعل توجه المتهم الرابع بسيارته مساء يوم 3/10/2016 إلى منزل المجني عليه واصطحبه إلى منطقة الدراز، وتوجها إلى مجلس القراءة، وعقب انتهاء المجلس انصرفوا مرورًا بالمكان المتفق عليه، فقام المتهم الثالث بإبلاغ المتهم الأول بانصرافهم، والذي طلب منهم الانتظار أسفل إحدى البنايات بالمنطقة.

في حين توجه المتهم الثاني وآخرين مجهولين وخطفوا المجني عليه وصعدوا به إلى داخل البناية المشار إليها، وظلّ المتهم الثالث أسفلها يراقب لهم الطريق، واعتدى عليه المختطفين ببعض الأدوات الراضة لحمله على الاعتراف لهم بأنه يعمل مرشدًا للشرطة.

وبعد أن يَئِسَ المعتدون من الحصول على أية معلومة من المجني عليه عما إذا كان مرشدًا للشرطة من عدمه، سرقوا هاتفيه النقالين، ونزلوا به حيث كان مقيدًا بشريط بلاستيكي وفاقدًا للوعي وبه آثار دماء على ملابسه، وألقوه في شارع البريد بمنطقة الدراز.

وعقب مرور عدة أيام علم المتهم الثالث بأن المجني عليه منوّم في المستشفى، فتقابل مع المتهم الرابع وأبلغه الأخير بأن لديه حقيبةً تخص المجني عليه تحوي على محفظته وأغراض أخرى، فأخذها منه وقام بحرقها.

فيما ورد بلاغ بالعثور على المجني عليه فاقدًا للوعي، وتم إيداعه بالرعاية المركزة في مستشفى السلمانية، إلا أنه بتاريخ 9/10/2016 توفيَ متأثرًا بما تعرّض له من اصابات متفرقة.

وثبت بتقرير الطبيب الشرعي أن وفاة المجني عليه وفاة اصابية نتيجةً لتعرضه لاصابات رضِيَّة متعددة بأنحاء جسده المختلفة (الرأس والوجه الصدر والبطن والأطراف)، كما تبين أنه قد تم تقييده لأن الاصابات التي به حدثت باستخدام أدوات صلبة راضه كالهوز والعصي، مؤكدًا على أن الوفاة حدثت من مضاعفات الاصابات مجتمعة.

وأكدت تحريات المباحث اشتراك المتهمين وآخرين مجهولين في ارتكاب الواقعة على النحو المتقدم.

وخلال التحقيق مع المتهم الثالث اعترف أنه لا يعرف المجني عليه شخصيًا، ولكنه رآه مع المتهم الرابع، وفي يوم الواقعة التقى بالمتهم الأول، والذي أخبره خلال تواجدهم في تجمهر أمام منزل عيسى قاسم، بأن صديق المتهم الرابع "المجني عليه" يعمل مخبرًا لأفراد الشرطة، وقد تأكد من ذلك.

وأضاف أن الأول طلب منه الترتيب لاستدراجه عن طريق صديقه المتهم الرابع إلى منطقة التجمهر في الدراز؛ لسؤاله عن عمله مع وزارة الداخلية.

وأوضح الثالث أن المتهم الرابع جلب بالفعل الشاب المجني عليه، وسلك المتهمين جميعهم طريقًا خاليًا من المارة، وانتظروا حتى الانتهاء من القراءة أمام منزل عيسى قاسم، ثم سحبوا المجني عليه، والذي كان حينها يصرخ، إلا أن لا أحد يسمعه؛ بسبب ارتفاع أصوات الميكروفونات كون أنه وافق موسم عاشوراء وإحياء مراسم العزاء.

وتابع، أنهم أدخلوه إلى إحدى البنايات وطلبوا منه -أي المتهم الثالث- أن يراقب المكان أسفل البناية، مشيرًا إلى أنهم نزلوا بعد ساعة وهم يحملون المجني عليه غارقًا في دمائه ولا يتحرك، ثم ألقوه خارج منطقة الدراز بالقرب من مكتب البريد.

ويذكر أن وكالة أنباء البحرين نشرت سابقًا خبرًا تضمن تفاصيل الواقعة والاتهامات، بأن وقائع القضية تعود إلى تاريخ 3/10/2016، إذ ورد بلاغ يفيد بالعثور على شخص مجهول الهوية بمنطقة الدراز بالقرب من شارع البريد فاقدًا للوعي وبه إصابات متفرقة بجسمه وفي حالة خطرة وتم نقله لمستشفى السلمانية، وتعرّف عليه والده من خلال صورة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظلّ الشاب في غيبوبة لعدة أيام قبل أن يتوفى جراء الإصابات التي تعرض لها.

وتوصلت التحريات إلى أن المتهم الرابع وهو صديق المجني عليه كان برفقته يوم الواقعة بالتجمع عند منزل المدعو عيسى قاسم، حيث قام باستدراج المجني عليه إلى منطقة الدراز بناء على اتفاقه مع المتهم الثالث على أن تقوم مجموعة أخرى بخطفه والتحقيق معه من أجل أن يعترف بأنه يعمل مع الشرطة وأنه السبب في القبض على الموقوفين وتم ذلك في بناية بذات المنطقة.

وثبت للمحكمة أن المتهمين بتاريخ 4/10/2016، ارتكبوا الآتي:

أولاً: المتهمين من الأول وحتى الثالث:

1-    ألحقوا وآخرين مجهولين عمدًا ألمًا جسديًا شديدًا بالمجني عليه بالتعدي عليه بالضرب والذي كان محتجزًا لديهم وتحت سيطرتهم بغرض الحصول منه على معلومات على عمل يشتبه أنه قام به بقصد تخويفه وإكراهه على الإدلاء بالمعلومات ونتج عن ذلك التعذيب إصابات شديدة في المخ والرئتين والصدر والظهر والبطن والأطراف بحسب تقرير الطب الشرعي وقد أدى فعل التعذيب إلى موت المجني عليه.

2-   حجزوا وآخرين مجهولين حرية المجني عليه باستعمال القوة وبغير وجه قانوني.

3-   سرقوا الهاتفين النقالين المبينين الوصف والنوع والمملوكين للمجني عليه.

المتهم الرابع:

1-   اشترك مع المتهمين من الأول وحتى الثالث وآخرين مجهولين عمدًا ألمًا جسديًا شديدًا بالمجني عليه بالتعدي عليه بالضرب والذي كان محتجزًا لديهم وتحت سيطرتهم بغرض الحصول منه على معلومات على عمل يشتبه أنه قام به بقصد تخويفه وإكراهه على الإدلاء بالمعلومات ونتج عن ذلك التعذيب إصابات الواردة بتقرير الطب الشرعي وقد أدى فعل التعذيب إلى موت المجني عليه؛ بأن اتفق معهم على استدراجه لمكان الواقعة كونه صديقه ويلتقي به فتمت تلك الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.

2-   اشترك مع المتهمين من الأول وحتى الثالث وآخرين مجهولين بطريقي الاتفاق والمساعدة في حجز حرية المجني عليه باستعمال القوة وبغير وجه قانوني بأن اتفق معهم على استدراجه لمكان الواقعة كونه صديقه ويثق به فتمت تلك الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.

المتهم الثالث: أتلف المنقولات المبينة الوصف بالمحضر والمملوكة للمجني عليه.