+A
A-

المخرج البحريني محمد إبراهيم: تعبنا من غياب الدعم المالي!

انتهى المخرج البحريني الشاب محمد إبراهيم محمد من فيلمه الروائي القصير الجديد "بيت العصافير" وهو عن قصة جمانة القصاب ومن سيناريو وإخراج محمد إبراهيم محمد. وتدور أحداث الفيلم حول فتاة عشرينية تتورط في أمومتها المبكرة مع ابنها الصغير الذي يفتش عن والده الغائب الذي لم يترك أثراً له في بيته سوى آلة الكمان.

ويعتبر هذا الفيلم هو إنتاج متواصل لمسيرة المخرج محمد إبراهيم، إذ انه أخرج العديد من الأفلام الروائية القصيرة والذي في هذا اللقاء يروي لنا كل التفاصيل:

 

*حدثنا أكثر عن فيلمك بيت العصافير.

فيلمي بيت العصافير هو امتداد لمجموعة أفلام روائية قصيرة قمت بإخراجها خلال الفترة الأخيرة كان أهمها: فيلم زهور تحترق عام 2009 وحصلت من خلاله على جائزة أفضل فيلم خليجي في مهرجان الشرق الأوسط قسم EFC وكان من إنتاج الشركة البحرينية للإنتاج السينمائي، وفيلم صبر الملح في عام 2012 الذي حصلت من خلاله على الجائزة الثانية بكل من مهرجان الخليج السينمائي ومهرجان أبوظبي السينمائي أيضاً بالإضافة إلى فيلم زينب والذي كان من إنتاج هيئة الثقافة والآثار "وزارة الثقافة حينها" وحصل مؤخراً على جائزة النمر البرونزي في سلطنة عمان بملتقى ظفار للفيلم العربي في عام 2014 بالإضافة لفيلم الذاكرة المفقودة الذي كانت من إنتاج وزارة الثقافة أيضاً وكان مخصصاً لفيلم سينما البحر الذي نظمته وزارة الثقافة حينها في أواخر عام 2014. فيلم بيت العصافير يتحدث عن أم متورطة في أمومتها المبكرة مع ابنها الصغير الذي يبحث عن والده الغائب الذي لم يترك له أثرا في البيت سوى آلة الكمان، والفيلم يحمل جوانب إنسانية ورمزية فنية من خلال الحالة الموجودة في الفيلم.

 

*اخبرنا عن الطاقم التمثيلي والفني؟

يشارك في بطولة العمل الفنانة القديرة شفيقة يوسف والفنانة الشابة نورة عيد بالإضافة إلى الطفل الموهوب راشد ناصر وصالح محمد ومحمد البستكي. إنتاج مؤسسة mem visions للإنتاج الفني بالتعاون مع "إن لايت". مدير تصوير رياض بلواي، تصوير ومونتاج: ياسر غلوم، المكساج والهندسة الصوتية علي سمير، فني صوت راشد البنكي، مدير إضاءة محسن متغوي، الموسيقى التصويرية محمد سعدون، متابعة إنتاج محمد عطية وعمل كمساعد مخرج ومديراً للإنتاج عارف زينل.

 

*كيف كان العمل مع فنانة كبيرة كشفيقة يوسف؟

العمل مع الفنانة القديرة شفيقة يوسف شكل إضافة بكل تأكيد للفيلم، ووجودها إضافة حقيقة لأي عمل فني كونها تمتلك خبرة وطاقة فنية وروح جميلة في موقع التصوير، فهي متعاونة جداً وتعمل وتقدم كل ما لديها وفي أسرع وقت ممكن. وأنا شخصياً تعاونت مسبقاً مع الفنانة القديرة أحلام محمد وغيرهم من الفنانين القديرين فكلهم كانون يشكلون إضافة فنية حقيقية لكل أعمالي.

 

*كيف تقوم بتصوير فيلم من غير دعم مادي؟

عملية صناعة الأفلام بشكل عام هي عملية معتمدة بشكل كلي على الدعم المادي المتمثل في الميزانية العامة للعمل كون هذا المجال يتطلب توفير العديد من الأدوات الفنية والتقنية من كاميرا وإضاءة ومعدات صوت وأجور مصورين وفنيين وغيرهم وذلك لإنجاز العمل بالشكل الفني المطلوب والملائم فنياً. فأنا شخصياً أنتجت عملي الأخير بشكل شخصي لكون الدعم المادي غير موجود حالياً. وانا شخصياً لابد أن أكمل المشوار منذ أن انتهيت بغض النظر عن وجود دعم أم لا، الأهم هو أن أنتج وأعمل.

 

*حدثنا عن الصعوبات التي تواجهك كمخرج بحريني؟

الصعوبات التي تواجه أي مخرج تتمثل في غياب الدعم المادي وغياب المبادرات التي تحرك العملية الإنتاجية السينمائية، فمن دون الدعم لا يمكن أن تكون هنالك عملية إنتاجية إبداعية فعلية.

وإذا أعدنا النظر إلى الثلاث سنوات الاخيرة سنجد أن إجمالي الأفلام القصيرة البحرينية المنتجة والتي مثلت البحرين لا تتعدى 6 أفلام، ناهيك عن الأفلام الطويلة التي لا يتجاوز عددها 7 أفلام في تاريخ السينما البحرينية ككل.

 

*لماذا لم تشارك به في مهرجانات؟

الفيلم الآن أصبح جاهزاً بشكل كلي وسيشارك في العديد من المهرجانات في الأشهر القادمة بكل تأكيد، وأشكر كل الفنانين الذين ساهموا في هذا العمل بلا استثناء.

 

* هل تعتمد على الأسماء الشابة في أعمالك؟

شي مؤكد، فأنا شخصياً أحرص أن يكون في كل أفلامي مزيج مختلف من الطاقات، منهم الشخصيات القديرة التي تضيف للعمل، ومنهم الوجوه الشابة التي تستحق الدعم دائماً، وبهذه الطريقة أفسح المجال للشباب في أفلامي سواءً أمام الكاميرا أو خلفها أيضاً، ولا أنسى الممثل البحريني الشاب إبراهيم البيراوي الذي حصل على جائزة أفضل ممثل خليجي عام 2009 في فيلمي زهور تحترق بمهرجان الشرق الأوسط السينمائي- EFC، كنت سعيداً حينها لأنني ساهمت في تقديم وجه شاب جديد والآن ولله الحمد له أعماله الفنية المتنوعة.

 

*قدمت ورشا سينمائية داخل وخارج البحرين.. حدثنا عنها؟

قدمت في السنوات الأخيرة كثير من الورش في فن صناعة الأفلام أهمها في مهرجان تاء الشباب كوني رئيس المبادرة السينمائية فيه خلال الأعوام الماضية بالإضافة إلى جامعة البحرين ومؤسسة فن في الشارقة التابعة لمكتب سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وكان تعاوني مع مؤسسة فن لتأهيل كوادر الشارقة الشابة المهتمة في مجال صناعة الأفلام وكانت التجربة ثرية ومهمة في الإمارات.

 

*ما مطالبك كسينمائي؟

أتمنى أن يكون هنالك اهتمام بالفيلم البحريني من قبل الجهات المعنية لكون هذه الأفلام تمثل مملكتنا الغالية في المهرجانات الخليجية والعربية والدولية، وكون هذه الأفلام واجهة حقيقة لبيئة البحرين بكل ما تحمله من إرث تراثي و وجه حضاري. وأنا متيقن أن مبادرات دعم الفيلم البحريني من قبل الجهات المعنية سوف تعود إن شاء الله مادامت هنالك جهات مستمرة في دعم الساحة الثقافية والفنية متمثلة في هيئة الثقافة والآثار.

 

*ماذا تنصح الشباب الذي يمتلكون موهبة ويرغبون بالتمثيل والإخراج؟

احفر طريقك مهما كانت العقبات، حاول، بادر، اسعى، وانطلق وابدع كي تتمكن من تحقيق ما تريد، الحياة بحاجة إلى مزيد من العمل والجهد والمثابرة، وأنا شخصياً حالياً عضو إداري بنادي البحرين للسينما ورئيس لجنة العروض الخاصة وأنصح كل الشباب المهتم بالانضمام إلى النادي وعرض أفلامه وتجاربه مهما كانت، النادي مفتوح للجميع.