العدد 3293
الجمعة 20 أكتوبر 2017
banner
البسيتين القديمة.. من لها؟
الجمعة 20 أكتوبر 2017

في جولة صحافية قمتُ بها مؤخرا مع عضو المجلس البلدي نجم آل سنان لعدد من الأحياء القديمة في البسيتين، عجبت كثيرا للحال الذي آلت إليه المنطقة، وكيف تراكم الإهمال واللامبالاة، لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم؟

فإلى جانب تكدس “الفرجان” بعشرات البيوت الآيلة للسقوط، والتي صنفها آل سنان بقرابة المئة وخمسين بيتا دفعة واحدة، تغرق المنطقة بأعداد هائلة من السيارات التي تتزاحم بشكل فوضوي بالمواقف الضيقة والمحدودة، وعلى الأرصفة القديمة والمتهاوية.

كما تعترض جوانب الطرق حاويات القمامة، التي لا يوجد لها موطئ قدم في المنطقة، لتزيد من حجم الضيق القائم، بتشويه صارخ للمتبقي من الجمالية العامة للمنطقة.

وتأخذنا الشوارع الداخلية لحالة من الفوضى الحقيقية، فالأزقة ضيقة للغاية، وعبور السيارات من خلالها يجسد المأساة بعينها، كما أنها تحول دون وصول سيارات الشرطة أو الإسعاف أو الإطفاء، وبمشهد غير حضاري.

قال لي المواطن محمد يوسف يومها عن تعرض امرأة طاعنة بالسن لوعكة صحية بمسكنها المحشور بمجمع 227 الغارق بالبيوت المتهاوية، موضحا اضطرار المسعفين لنقلها بسرير طبي من مسكنها وحتى سيارة الإسعاف البعيدة، وبمسافة لا تقل عن 200 متر.

وشكا كثيرون أيضا من تزايد ظاهرة القوارض، خصوصا الفئران كبيرة الحجم، ومن الحلول التي تتبع لمواجهتها، حيث تغرق المنطقة بين حين وآخر بروائح السموم الرامية لقتلها، وبضرر يصيب الإنسان قبل القوارض نفسها.

وتشكو البسيتين القديمة من ظاهرة استحواذ البعض على المواقف العامة للمنفعة الشخصية، وإغلاقها بالقضبان الحديدية، والسلاسل، والطابوق، وفي سلوكيات تمثل “البلطجة” بعينها.

ويبدو أعضاء المجلس البلدي في حالة حيرة حقيقية، سواء بهذه المنطقة، أو بغيرها من المناطق، فالميزانية مقفلة، وربط الحزام في أشده، وأكوام الملفات العالقة، أكبر من قدراتهم، وإمكاناتهم، بل ووصفهم الوظيفي، فمن لأهل البسيتين مما هم فيه؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .