العدد 3294
السبت 21 أكتوبر 2017
banner
لماذا لا يفوز العرب برئاسة اليونسكو؟
السبت 21 أكتوبر 2017

مُنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، هي منظمة عالمية تسعى إلى تطوير دول العالم عِلميًا وثقافيًا واجتماعيًا وإنسانيًا، ووقعت مع أعضائها (195 دولة) اتفاقيات تعاون من أجل الحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي وحماية حقوق الإنسان، والنهوض بحرية التعبير والإعلام، والمديرة الحالية أودري أزولاي هي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب، ولم يتول منصب المدير أي عربي، وعند نهاية ولاية كل مدير لليونسكو التي تستمر أربع سنوات، يتقدم للمنصب من العرب أكثر من مُرشح، وبالتالي لا يتحقق الفوز لأي منهم.

إن تكرار تعدد المُرشحين العرب في كل مرة هو تكرار لنفس الخطأ في كل مرة، لأنهم لا يتفقون على تسمية مُرشح عربيٍ واحد فتضيع أصواتهم هباءً منثورا، وغياب القدرة على الاتفاق بسبب الاختلافات السياسية ورغبة كل دولة عربية في الفوز برئاسة اليونسكو، وعند حصول أي مُرشح عربي على المركز الثاني تتجه الأصوات المنافسة له إلى مُرشح آخر، وبذلك أصبح العرب مُغرمين بتكرار الأخطاء والفشل، ولا يُريدون أن يتعلموا شيئًا من تجاربهم السابقة، فقد تناسوا أن من أبجديات الفوز التنسيق بين الجميع والاتفاق المُسبق على اسم واحد للترشيح حيث إن المنافسة تحتدم بين عدد من المُرشحين مِن دول مختلفة من العالم.

إن دول أوروبا الشرقية والغربية على اختلاف ثقافاتها وانتماءاتها ولغاتها دائمًا تتفق معًا، فالحكومة الفرنسية ومسؤولوها شكلوا خلية عمل قبل وأثناء الجولات الانتخابية الخمس، واستخدموا كل أسلحتهم حتى نالت فرنسا ما أرادت.

الشتات العربي يُعتبر مكسبا كبيرا للدول الغربية والشرقية التي تنافسنا على رئاسة اليونسكو وفي كل شيء، ومع ما تملكه الأقطار العربية من ثروات اقتصادية ومادية وطبيعية إلا أنها دائمًا في آخر القائمة في كل شيء، ولن يتغير حالها حتى تُغير حالها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .