ليست هي المرة الأولى التي يعيشها الشعب الأرجنتيني من حالة رعب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، بل عاش أربعون مليون نسمة الحالة ذاتها أيضًا بتصفيات المونديال التي كانت تحت قيادة أسطورة كرة القدم وأيقونتها “ديغو ارماندو مارادونا”، فإن لم تخنّي الذاكرة فقد تأهل بالثواني الأخيرة وفي أجواء ممطرة.

وتدريجيًّا من بطل المونديال السابق.. فإن غياب ألمانيا والأرجنتين وهولندا وإيطاليا والبرازيل والانجليز عن أي منافسات كأس العالم لكرة القدم، فإن هناك نكهة ستكون ناقصة وأيضًا نضف إلى مصافهم المنتخب الاسباني المتطور في السنوات الثمان الأخيرة.

وعودة إلى حالة الرعب التي عاشها عشاق “مارادوميسي” فإنها مرت بسلام هذه المرة ولم تنكسر الجرة..

ولكن.. ولكن ماذا بعد التأهل يا أرجنتين، فكل المؤشرات توحي بأنه لن يكون ندًّا في المونديال، بل قد يعيش مهزلة تاريخية إن اصطدم بمنتخبات قوية، كما عاشها المنتخب البرازيلي على أرضه أمام الماكينة الألمانية حين خرج بفضيحة كروية بالسبعة، وبالتالي من يقرأ مشوار المنتخب الأرج نيتي بالتصفيات فإنه سيدرك بأن المعضلة ليست بالمدير الفني، وقد يستنتج قراءة فنية كارثية، لكون العملية متصلة باللاعبين ذاتهم.

أصيب “نيمار” مع البرازيل فاهتزت المعنويات وخرج بخسارة من الألمان لا تحدث إلا كل أربعين عامًا، في المقابل أصيب “ميسي” وأوقف لأكثر من مباراة فجاء نزيف نقاط التصفيات، لذلك فإن الأرجنتين قد يحتاج إلى إعادة هيكلة في خطوطه، وإن لم يعد ذلك فإن هيبته ستكون في مهب الريح، ونظريًّا فإن التانغو يضم منتخب هم نجوم كأفراد، ومنتخب من أصنام كمجموعة، حيث يفتقد للانسجام ويفتقد صانع الألعاب بعد رحيل “ريكيلمي” ومفلس من ناحية الثقة بالنفس!.

نأسف لمنتخب من المفترض أن يحتفل بتتويج نراه يحتفل بتأهل وكأنه أحرز المونديال بعد أن وضع نفسه في موقف محرج للغاية، وبيت القصيد فإن التانغو يحتاج الكثير، ولذلك نتساءل ماذا بعد التأهل؟..

كل ما نتطلع له أن نشاهد منتخبًا لا يعتمد في قاموسه على لاعب واحد “ميسي” بل منتخبًا منسجمًا مدججًا بالثقة، كما هو حال غريمه التقليدي “البرازيل” الذي يعيش أفضل حالاته بالمرحلة الحالية وأعتقد هو المرشح الأول للقب مونديال روسيا، رغم أن كأس العالم وظروف منافساته  بوجود الماكينة الألمانية والدفاع الطلياني لا يعترف بهذه التكهنات، المهم والأهم من كل ذلك لنترقب مونديال 2018 ومفاجآته.