العدد 3296
الإثنين 23 أكتوبر 2017
banner
الكويت والهوية العربية
الإثنين 23 أكتوبر 2017

ربما لا يتذكر الكثيرون ولا يريد أن يتذكر كثيرون كذلك أن دولة الكويت أثناء حرب الخليج الأولى بسبب العدوان الإيراني على العراق، في تلك الفترة كانت أول بلد عربي يرفض تعيين سفير أميركي لديها، كونه خدم في الكيان الصهيوني، وهو فعل قد لا تقدم عليه إلا دولة عظمى بالمفهوم السياسي الحالي كروسيا والصين، ولكن الكويت بحسها العروبي وقدرتها على اتخاذ القرار المستقل رفضت حينها تعيين ذلك السفير وأعادت أوراقه إلى بلده لترشح سفيرا آخر.

ثم نشاهد أخيرا مقطعا يتم تداوله حاليا، بل يتم التحاور حوله، فيه رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم وهو يتحدث بانفعال طبيعي أمام مؤتمر دولي للبرلمانيين ويطالب سفير الكيان الصهيوني بمغادرة القاعة لو كان يملك ذرة من الخجل وهي صفة بعيدة عن لصوص الأرض من الصهاينة، وهو بهذا الفعل يلقن الكثير من البرلمانيين العرب الذين يصافحون الصهاينة أو يصمتون عن أكاذيبهم في الاجتماعات الدولية ويتحججون بملاقاتهم عن طريق الصدفة أو ضرورة البروتوكول لقيامهم بذلك الفعل، وهو التبرير الذي لم يخطر على بال الغانم كونه يحمل بداخله فكرا ومبدأ يقول إن الذي أمامه عدو.

موقف مرزوق الغانم ومن جلس معه من الوفد الكويتي بأن الحق مازال يجد من يحمله ويتعامل على أساسه، وأن صاحب الحق قادر على التصرف بما يرفع من مكانته أمام الآخرين، وأنه لا يمكن أن ينحني أمام عدوه متذرعا بأعذار يعرف هو قبل غيره أنها غير صحيحة، بل ما رأيناه لم يكن حديثا من الغانم عن أراض محتلة كما يراد لنا أن نوافق عليه بل عن الأرض المغتصبة التي يريد الشعب العربي استعادتها ويقف بعض السياسيين حائلا بينه وبين استعادتها.

تحية لدولة الكويت الشقيقة على ما تنتجه من بشر، وتحية لمجلس الأمة الكويتي على تكريمه رئيسه الذي شرفه في تلك الاجتماعات، ثم تحية لمرزوق الغانم على ما فعل... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .