+A
A-

ساراثي كوروار يتفاعل مع المجتمع المحلي من خلال إقامته بمركز الفنون

استضاف مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي الفنان الموسيقي الشهير ساراثي كوروار، ليقيم في المركز طوال شهري سبتمبر وأكتوبر، حيث استمتع عشاق الفن بها طوال فترة إقامته في دولة الإمارات بإبداعاته الفنية في العزف الإيقاعي، والتي نالت إعجاب طلاب جامعة نيويورك أبوظبي والموسيقيين المقيمين في دولة الإمارات. وتهدف هذه الزيارة المطوّلة إلى تطوير شراكات موسيقية مع طلاب الجامعة والمجتمع المحلي في أبوظبي، ويواصل الموسيقي الشهير تقديم موسيقى جديدة حتى 12 ديسمبر الجاري من خلال العروض المشتركة وورش العمل.  

ومنذ وصوله إلى العاصمة في 27 سبتمبر، ظهرت موهبة كوروار الحقيقية في افتتاح الموسم السادس من سلسلة "إيقاعات على السطح" (Rooftop Rhythms)، حيث أبدع الفنان المقيم بالمملكة المتحدة بالعزف مع مؤلف ومغني الراب، جايسوس زين. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، فقد زار بيت العود ضمن جولة للجامعة وتعرّف على الفنانين والطلاب والمدرسين والموظفين وأعضاء من مجتمع أبوظبي الموسيقي، وأمتع الموسيقيين المخضرمين بأداء مشترك مع عازفي عود محليين وطلاب قسم الإيقاع العربي. وقد نتج عن هذه الحفلة الموسيقية المرتجلة عرض موسيقي ثنائي مع شيرين تهامي خلال حفل توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة نيويورك ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة. كما تضمنت إقامة ساراثي في جامعة نيويورك أبوظبي خمس زيارات دراسية: صف العود مع شيرين تهامي، ودورة تكنولوجيا الموسيقى مع ماتيو مارتشيانو، وصف الموسيقى الإيقاعية الإفريقية مع آندي آيزنبرج، وندوة تخريج المتقدمين الرواد مع كارلوس جيدس، وصف المنهج الدراسي الأساسي "ما هي الموسيقى" مع روبرت روي. هذا وقدّم كوروار عرضاً للأطفال في حضانة "برايت بجينينج"، وشارك طلاب جامعة نيويورك أبوظبي وأعضاء المجتمع في ورشة عمل العزف الإيقاعي يوم 5 أكتوبر.

ويأتي هذا البرنامج الحافل نتاج لتعاون مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي والمجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة "بي آر إس". وتعد إقامة الموسيقي كوروار في الجامعة احتفاءً بعام التعاون الإبداعي بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة 2017، حيث كان كوروار قد جسّد موضوعات هذا البرنامج خلال عروضه، مع تركيزٍ خاص على مواضيع المجتمع والجيل المقبل.

وتمتاز إبداعات كوروار بمزبجٍ ثقافي متنوع، فقد ولد في الولايات المتحدة وترعرع في الهند في مدينة أحمد آباد وتشيناي في الهند، ويقيم في المملكة المتحدة، وتظهر التأثيرات الشرق أفريقية والصوفية والهندية جليّةً في أسلوبه الذي يمزجه مع الموسيقى الإلكترونية والجاز، وهو ما برز في ألبومه الأول (Day to Day) وما زال هذا النهج يسجل حضوراً قوياً في أعماله حتى اليوم.

بدأ كوروار العزف على الطبلة في عمر العشر سنوات، ولكن افتتانه بالموسيقى الأمريكية المنبعثة من الراديو كان واضحاً منذ تلك المرحلة المبكرة. وفي سن الـ17 عاماً، درس ساراثي العزف على الطبلة على يد راجيف ديفاسثالي، وترجم مهاراته في العزف على مجموعة الطبول الغربية كموسيقي مستقل. وما لبث كوروار أن انتقل إلى لندن، حيث تدرب كعازف طبلة كلاسيكي بإشراف سانجو ساهاي، وحاز على شهادة الماجستير في الموسيقى الأدائية من مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS).

وما أن أنهى كوروار الجزء الأول من إقامته في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، حتى عبّر عن حماسته لخوض التجربة مجدداً في الأول من ديسمبر 2017، حيث قال: "أمضيت أسبوعاً رائعاً في التعاون مع مجموعة واسعة من الموسيقيين، وأتطلع إلى العودة لتطوير هذه المشاريع نحو آفاق أوسع. شكّل وجودي في الحرم الجامعي تجربةً ملهمةً لي، وأنا أتطلع قدماً للعودة من  جديد".

هذا وسيواصل كوروار في الفترة الممتدة بين 1 - 12 ديسمبر عمله مع طلاب جامعة نيويورك أبوظبي والتعاون مع مجموعات العزف النقري المحلية، فضلاً عن المشاركة في عرض "حكاية"، وهي احتفالية مركز الفنون باليوم الوطني التي يستضيفها المركز في 5 ديسمبر.

ومن جانبه، عبّر بيل براغين، المدير الفني التنفيذي في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، عن سعادته وحماسته لمتابعة نتائج إقامة كوروار الفنية، وتسليط الضوء على أهمية مركز الفنون في رفد المشهد الفني في الدولة بما يتخطى برنامج من العروض الموسيقية، وقال: "يعد ساراثي الفنان المثالي لتمثيل التعاون بين مركز الفنون وبرنامج الموسيقي البريطاني المقيم في الإمارات العربية المتحدة. يشاركنا كوروار الاهتمام بالتفاعل المجتمعي العميق والتعلم من خلال الفصول الدراسية وقاعات العرض، فضلاً عن متعة استخدام أعلى مستويات البراعة الفنية لجمع الأفراد من خلفيات متنوعة من خلال الفنون."