العدد 3298
الأربعاء 25 أكتوبر 2017
banner
إرهاب أم حرب نظامية
الأربعاء 25 أكتوبر 2017

ما حدث في مصر مؤخرا بمنطقة الواحات غرب القاهرة من الصعب وضعه في إطار الإرهاب المتعارف عليه حاليا، أي جماعات إرهابية تقاتل في نوع من حرب العصابات دولة من الدول، وكذلك من الصعب وصفه بالحرب الطبيعية بين متناقضين، وإنما يمكن القول إنه خليط بينهما، خصوصا أن ما حدث في الهجوم المذكور نوع من الحرب الطبيعية التي قرأنا عنها وربما شاهدنا صور بعضها.

ما حدث ليس أمرا طبيعيا وهو في نفس الوقت ليس عمل مجموعة إرهابية إجرامية ضد عدد من العسكريين في مطاردة يمكن أن تحدث كثيرا، فمقتل هذا العدد الكبير وبهذه الطريقة التي تداولتها الأنباء يوحي باعتقادين على أقل تقدير، أولهما وجود ثغرة معلوماتية أتاحت للمجموعة الإرهابية استدراج الوحدة العسكرية إلى كمين قاتل أنتج هذا العدد الكبير من الشهداء، وهو كمين وموقع لا يمكن أن تقع فيه جماعات عسكرية بدائية فما البال ونحن نتحدث عن قوات مدربة تدريبا عاليا وعلى جانب كبير من الكفاءة كالقوات المصرية صاحبة الخبرة الكبيرة في العمليات القتالية.

أما الأمر الثاني فهو ما تحدثنا عنه كثيرا في السابق، أي وجود جهات أخرى تدعم تلك الجماعات الإرهابية وتمولها وتغذيها بالمعلومات التي ربما لا تكون متوفرة لدى القوات المصرية التي تقاتلها، ويراد منها التأثير بصورة كبيرة في النفسية العربية المصرية ودفعها دفعا صوب الإحباط والاعتقاد بانعدام الفائدة من مقاتلة الإرهاب المدعوم على مصر وعدم إمكانية التخلص منه والجنوح نحو محاورته وربما الرضوخ لبعض مطالبه وشروطه التي لن تبتعد عن السيطرة على مصر والانتقام من قواتها المسلحة.

هذا الإرهاب ليس بعيدا عن مصر التي سحقته في السابق حين لم يكن يحظى بهذا النوع من الدعم الخارجي، ولكنه الآن يتمدد ويتطور ويسقط من أعماله الكثير من الشهداء لأن هذا ما يراد منه وتلك أهدافه التي وضعوها له وينتظرون جني الثمار... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية