العدد 3304
الثلاثاء 31 أكتوبر 2017
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
سيبقى سلمان رجل آسيا الأول..
الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

تعد الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، أداة لتعزيز التقارب والوحدة وتحقيق قيم الخير والسلام والمحبة والتآلف بين الشعوب، وهي القيم والمبادئ التي ينص عليها الميثاق الأولمبي وتقوم عليها الحركة الأولمبية في مختلف أنحاء العالم، وهي أعلى وأرفع قيمة من التنافس في الميدان الرياضي، بالإضافة إلى أن جميع تلك القيم يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.

للأسف الشديد، إن جميع تلك القيم غابت عن ذهن رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية السعودية تركي آل الشيخ الذي يشنّ هذه الأيام هجومًا غير مبرر على رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح ليخرج عن الأعراف والتقاليد في “الانتقاد البناء” القائم على الأدلة والبراهين، حين قام بإطلاق أوصاف وعبارات وتهديدات غير لائقة ولا تتناسب مع ما يتقلده من مسؤولية كبيرة شرّفه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو ما فتح المجال وشجّع الإعلام الرياضي السعودي للانجرار وراء تصريحات آل الشيخ باستخدام أساليب هابطة وعبارات مسيئة!

الدفاع عن الرياضة السعودية هو حق أصيل لآل الشيخ والإعلام الرياضي السعودي، ولكن شريطة الالتزام بالأخلاق والقيم وأدوات النقد السليمة القائمة على الحجج والبراهين والشواهد وليس الصراخ واستعراض العضلات والشتم والسخرية والتفنن في إطلاق الأوصاف الهابطة والمزايدات، وهي أساليب بإمكان الطرف الآخر استخدامها بمهارة أكثر، ولكن الشيخ سلمان بن إبراهيم أكبر من تلك الأساليب، وبدورنا يجب أن نقف موقفًا من تلك الإساءات بما يمليه علينا واجبنا الوطني تجاه ابن الوطن.

حتى كتابة هذه السطور لا نعلم عن الأسباب الحقيقية وراء تلك الهجمة، فإذا كان الحديث عن الأخطاء التحكيمية ضد الأندية السعودية فآل الشيخ يدرك تمامًا بأن الأخطاء البشرية لدى الحكام واردة في كل مباراة والقاعدة تقول “أفضل الحكام أقلهم أخطاء” وهو ما يعني أن الخطأ واقع لا محالة، وللعلم فإن الكثير من المحللين وخبراء التحكيم تحدثوا عن أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل استفاد منها المنتخب السعودي في مشواره بتصفيات كأس العالم بروسيا 2019، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا.. ما هي مصلحة الشيخ سلمان لمحاربة الكرة السعودية؟.

هناك الكثير من المواقف التي تعكس نزاهة الاتحاد الآسيوي مع الكرة السعودية، أولها القرار التي اتخذه الأول بنقل مباريات الأندية السعودية من إيران إلى بلد محايد في دوري أبطال آسيا، وهو ما قوبل بانتقادات حادة من الإيرانيين اتهموا فيها الشيخ سلمان بمحاباة السعودية، وبالإضافة إلى كل ذلك فإن الشيخ سلمان دعم وجود الكفاءات السعودية سواء في اللجنة التنفيذية التي تضم رئيس الاتحاد السعودي السابق أحمد عيد وعضوية اللجان العاملة التي تضم شخصيات سعودية، وعلاوة على ذلك فإن جائزة أفضل لاعب آسيوي لعام 2014 كانت من نصيب السعودي ناصر الشمراني، ولو كانت هناك أجندة خاصة ضد الكرة السعودية لما منحت الجائزة للاعب سعودي بأي شكل من الأشكال، ويدرك الأشقاء السعوديون جيدًا بأن الشيخ سلمان يعمل لخدمة جميع الاتحادات الوطنية الآسيوية ولا يمكنه أن ينحاز أو يعمل لصالح الاتحاد السعودي لأنه يمثل جميع أبناء القارة.

إن ما حققه الشيخ سلمان بن إبراهيم للكرة الآسيوية يشهد به القاصي والداني، فقد قدّم رؤية واستراتيجية واضحة ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بتطوير مختلف مكونات اللعبة على كافة الأصعدة، وتم تدشين الرؤية والمهمة تحت شعار (آسيا واحدة .. هدف واحد)، وتلك النجاحات جعلته الخيار الأول للاتحادات القارية التي ارتضته قائدًا لها لأربع سنوات جديدة في كونجرس الاتحاد الآسيوي الذي عقد في مملكة البحرين عام 2015 ليبقى الشيخ سلمان رجل آسيا الأول.

وكلي أمل بأن يتراجع آل الشيخ عن تصريحاته التي تحمل إساءات شخصية، خصوصًا وأننا نمر في ظروف سياسية صعبة تتطلب التلاحم والتعاضد أكثر من أي وقت مضى حتى لا نفسح المجال أمام المتصيدين والمتربصين بنا، فالرياضة هي وسيلة لتحقق قيم المودة والمحبة ويجب أن لا تكون أداة للانقسام والشحن وتبادل الاتهامات، فما أطلقه آل الشيخ من تصريحات من شأنها أن تولد البغضاء والكراهية بين الأسرة الرياضية الخليجية الواحدة التي هي بحاجة إلى الوحدة والتضامن، وهناك أساليب أرقى وأنقى للدفاع عن الحقوق الرياضية.

كما أتمنى من الإعلام الرياضي البحريني أن يكون له موقف رافض ودور بارز للدفاع عن الشيخ سلمان بن إبراهيم دون الإساءة إلى أي شخص من القيادات الرياضية في المملكة العربية السعودية التي تربطنا بها روابط الدم والأخوة والمصير المشترك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية