يبدو أن الأمر الذي تمر به دولنا في الخليج العربي ومنظومة مجلس التعاون الخليجي ليس هينا أو عابرا، فما صدر عن أمير دولة الكويت الشقيقة مؤخرا أمام مجلس الأمة الكويتي يوحي بأن ما هو معلوم لدى الناس عن الأزمة وكواليسها أقل بكثير من ما هو معلوم لدى القيادات السياسية وهو لا يمثل إلا قمة جبل الجليد فوق الماء كما يقال، ما يعني أننا ربما مقدمون على تطورات ليست في صالح هذا الجزء من وطننا العربي الكبير.

نظام الحكم في قطر، كما فهمنا، يستخدم الأسلوب الإيراني في المماطلة وإطالة الأزمة على أمل أن ينعكس التأثر على دول المقاطعة أو يتم التدخل بقوة من جانب آخر وهو الجانب الأميركي بالتحديد الذي كان وراء السياسة القطرية طويلا كما ورد في حديث وزير الخارجية القطري السابق “جاسم بن حمد” والذي كان وراء جل ما حدث في وطننا العربي طوال العقد الحالي، فما هو سيناريو الأحداث القادمة في ظل التعنت القطري؟

هل سيتفتت مجلس التعاون الخليجي، وما الذي يمكن أن يتبع التفتت؟ انهيار المشاريع والاتفاقيات الجماعية؟ لتبدأ كل دولة في الإبحار منفردة في السياسة الإقليمية والدولية تتقاذفها أمواج التكتلات الكبرى، وبالتالي يضعف جزء مهم وحيوي من أجزاء الوطن العربي الكبير وهو ما يضعف مناعته أمام التدخلات الإقليمية والدولية المناهضة لمستقبل شعبه.

أم أن المنطقة يمكن أن تدخل في صراع داخلي أو إقليمي تكون فيه قطر في الجانب المناهض لطموحات أهل المنطقة مع أن ما تطلبه دول المنطقة ليس أمرا مستحيلا على الجانب القطري ولا يمس السيادة القطرية التي يتم الحديث عنها، ولكن يبدو أن الحل يمكن أن يفتح أبوابا تمس ما يجري في المنطقة وتريد قطر لها أن تظل مغلقة... الله أعلم.