اعتدت حضور الفعاليات المختلفة التي تقوم هيئة البحرين للثقافة والآثار بتنظيمها بشكل أكثر من رائع في كل عام، وذلك من حيث الإتقان والجودة وحُسن الاختيار، ومنّا إلى جميع القائمين على هذا الجهاز كل التقدير والامتنان وعلى رأسهم الشيخة مي بنت محمد التي وضعت بصماتها الراقية سواء على الهيئة أو فعالياتها المنظمّة التي تعكس الفن الراقي والمرهف في وطننا الغالي، وهي فعاليات تستقطب لتميزها جمهور الوطن والخليج.

الهيئة قامت بتنظيم مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الذي أُقيم الشهر المنصرم، فقد سنحت لي الظروف حضور بعض فعاليات ذلك المهرجان، ولولا الالتزامات الأخرى لحضرتها جميعا، وأعجبتني كثيراً مبادرة القائمين على تنظيم الفعالية بإشراك عدد من النجوم البحرينيين الصاعدين في مجال الموسيقى، حيث ظهر النجوم بشكل رائع نظراً للموهبة الحقيقية التي يمتلكونها، ولا شك أن هذه المبادرة تُحسب للهيئة.

ولو أردنا التوقّف هنا قليلاً لنتأمل بهدوء كمّ الفنانين المبدعين من مواطني هذه الأرض الطيبة، لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لهم من دعم ومساندة، أين الجهة المسؤولة عن احتضان وتشجيع ومتابعة مثل هذه المواهب، أسئلة كثيرة تدور في الذهن ولا متسّع لذكرها في هذه المساحة، أسئلة يحتاج كل واحد منها إلى إجابّة وافية ومقنعة كي يمضي هذا الوطن قدماً في صناعة نجومه المبدعين.

في اعتقادي الشخصي، نفتقد جهازا يتولى احتضان هذه المواهب من الفنانين الذين بودهم لو بادرت جهة ما لمساعدتهم على تحقيق أحلامهم في الانطلاق نحو النجومية، وهيئة الثقافة والآثار، كما ذكرت، لم تقصر أبداً في توجيه الدعوة لهؤلاء الفنانين للمشاركة في مهرجاناتها، ولكن هذا لا يكفي، فهم بحاجة للحصول على دعم مادي ومعنوي، كما أنهم بحاجة لجهة تقوم بتبنيهم، وتقييم ما يقدمونه من أعمال، ودعم انطلاقتهم داخل البحرين وخارجها. أدعو من خلال هذا المنبر المسؤولين المعنيين لتخصيص جهة معينة من جهات الدولة لاحتضان الطاقات والمواهب البحرينية الجميلة التي لم يصل إليها أحد بعد، بهدف إبراز ثقافة البحرين وفنونها الراقية، فمن خلال ذلك فقط يمكننا تغيير الكثير، إنها دعوة جادّة وصادقة لأن نعمل جميعاً من أجل هذا الوطن.