العدد 3306
الخميس 02 نوفمبر 2017
banner
تمدد يا نتنياهو
الخميس 02 نوفمبر 2017

فعلا هذا هو الوضع الذي يعيشه العدو الصهيوني في وقتنا الراهن، فهو باستطاعته فعل ما يريد بكل راحة ودون أن يهتم أو يبالي بالآخرين كونهم غير موجودين في نظره وفي الحقيقة، فهو يسيح ويتمدد في الوطن العربي وغيره اعتمادا على أن المنطقة أضحت مفتوحة مباحة، الكل مشغول بنفسه وبما يعانيه، والكل أعاد ترتيب أولوياته واهتماماته ووضع القضية العربية الفلسطينية في مستوى متدن من تلك الأولويات، كون النار اقتربت كثيرا من داره، لذلك هو يرى أن عليه إطفاء النار القريبة قبل البعيدة.

بوابة الوطن العربي الشرقية مشغولة بذاتها والحريق المشتعل فيها، حريق الإرهاب البعيدة عن الكيان الصهيوني، وسوريا هي ذاتها تحترق منذ ما يقرب من سبع سنوات كلما أطفأت نارا اشتعلت أخرى، وتم إنهاك جيشها بصورة كبيرة، وسقطت في فوضى عارمة بعد أن تكالب عليها الجميع بما فيهم العدو الصهيوني، مصر هي الأخرى شغلوها بإرهاب لا ينقطع، في شرقها وغربها، وكاد جيشها يسقط لولا وعيه وما يحمله من رسالة وعقيدة واضحة، ناهيك عن ليبيا التي تمثل ظهر مصر، هي الأخرى تحولت إلى لا دولة.

ثم دول الخليج العربي التي تكتوي بنار الإرهاب هي الأخرى وانشغلت أخيرا بأزمتها غير المسبوقة في جسدها ويكاد عقد وحدتها ينفرط وتتناثر هذه الوحدة لتعود كما كانت قبل عقود من الزمن، مع أنها كانت الداعم المالي الرئيسي لدول المواجهة، وأحيانا البشري في القتال مع العدو الصهيوني كما عرفنا في حرب أكتوبر، والمشكلة أن هناك من يقول إن ما يحدث ثورات ربيع عربي، فأية ثورات تلك التي تضيع معها الحقوق وتنحدر الأمم وتنعكس المبادئ، لذلك نقول سيح يا نتنياهو بلا مبالاة واستمتع بقضم الأرض وانتهاك العرض... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .