+A
A-

قصة شركة كويتية صدمت المستثمرين.. ما هي؟

بدأت أمس شركة هيومن سوفت في بيع أسهم كبار ملاكها "فهد العثمان ومجموعته شركة العثمان للمشاريع التجارية" في صفقات خاصة تنفذ في البورصة الكويتية.

وكانت مجموعة العثمان، التي تعتبر أكبر مالك في "هيومن سوفت" بشكل مباشر وغير مباشر، بحصة تبلغ نحو 38.7% من الشركة، أعلنت في 17 أكتوبر الماضي عن الرغبة ببيع 8.73 % من أسهم المجموعة.

صندوق سيادي عالمي

وتم تنفيذ صفقتين أمس بحجم مليوني سهم بسعر 4 دنانير، لتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة 8.1 مليون دينار أو نحو 27 مليون دولار.

ويتوقع أن تجمع الصفقات الخاصة لبيع 8.7% نحو 40 مليون دينار أو نحو 130 مليون دولار بسعر 4 دينار، أي أعلى بـ1.4% من سعر السهم السوقي (كما في 1 نوفمبر 2017).

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربية" إن الصفقات ستتم على سعر 4 دنانير، فهناك طلبات عالمية تلقتها المجموعة لشراء سهم "هيومن سوفت" بهذا السعر. وأضافت المصادر أن الصفقتين اللتين نفذتا أمس شهدتا دخول صندوق سيادي عالمي في "هيومن سوفت"، ويعتبر هذا أول دخول للصندوق إلى السوق الكويتية.

قفزات الأسهم

وكانت القفزات في أسهم "هيومن سوفت" قد لفتت أنظار المستثمرين المحليين والعالميين، بعد أن تخطى ارتفاعها نسبة 100% منذ نوفمبر الماضي، عندما أعلنت مجموعة العثمان تعيينها شركة الوطني للاستثمار للبحث عن مستثمرين من قاعدة عملائها لشراء حصة تبلغ 40% في "هيومن سوفت، ليدخل السهم في موجة ارتفاعات متواصلة لأشهر عدة تجاوز خلالها سعر 4 دينار أو نحو 13 دولارا، وهو أعلى سعر لسهم مدرج في البورصة الكويتية.

وفعليا، نفذت مجموعة فهد العثمان بداية هذه السنة صفقات خاصة باعت من خلالها نحو 20% من ملكية المجموعة بمبالغ وصلت إلى 250 مليون دولار بسعر 3 دينارات للسهم. وباعت هذه الحصص لصناديق استثمار أجنبية وخليجية وبنسب أقل من 5%، وكان الغرض من ذلك هو تحرير أكبر نسبة ممكنة من أسهم الشركة لخلق تداول على السهم ورفع تقييمه، حيث كانت الأسهم قبل قيام المجموعة بهذه الخطوة ممسوكة بنسب تصل لـ90%.

فوحدها مجموعة العثمان كانت تملك قبل تنفيذ صفقات بداية هذه السنة نحو 59% موزعة بين شركة العثمان 47%، والمساهم فهد العثمان 12%.

صدمة سعر السهم

وساعدت التقارير الإقليمية والعالمية المتخصصة في إحداث زخم على أسهم مجموعة هيومن سوفت. وكان التقرير الأول لشركة "اي اف جي هيرمس" مفاجئا للسوق عندما قيّم سهم #هيومن_سوفت عند 6 دنانير أي أعلى بـ 72% عن سعره السوقي وقت صدور التقرير في إبريل الماضي.

وكان هذا السعر أقرب الى المبالغة بالنسبة لبعض المستثمرين المحليين والخليجيين، إلى أن توالت التقييمات الصادمة لاحقا. فقد أوصى تقرير آخر في 13 يونيو 2017 لبنك سيتي بنك بشراء سهم "هيومن سوفت" بسعر 5.770 دينار.

وجاء تقرير ثالث لشركة "أرقام الاستثمارية"، صدر في 12 يوليو، وقيم السعر العادل لسهم شركة "هيومن سوفت" القابضة عند 6.056 دينار أي بزيادة تصل نسبتها إلى 44.3% عن القيمة السوقية للسهم في بورصة الكويت البالغة 4.196 دينار في تاريخ نشر التقرير.

وبعد أقل من أسبوع، صدر تقرير بنك "إتش أس بي سي" البريطاني الذي حدد السعر العادل لسهم "هيومن سوفت" عند 5.5 دينار.

لماذا "هيومن سوفت"؟

وتأتي قصة الاهتمام بـ "هيومن سوفت" كونها تعمل في القطاع التعليمي، أكثر القطاعات الدفاعية في البورصة الكويتية، وتسيطر على نحو 40% من سوق التعليم العالي في الكويت.

وأبرزت شركة هيرمس أسبابا عدة لتقييمها عند 6 دينارات، أهمها "حجم الطلب من الأعداد الهائلة للطلاب، حيث تستحوذ جامعتا هيومن سوفت وهما جامعة الشرق الأوسط وكلية الشرق الأوسط الأميركيتين AUM و ACM على 40% من الطلبة في الكويت، و90% منهم عبارة عن منح حكومية (لا توجد أي مخاطر)، وعدم وجود منافسة محلية لهاتين الجامعتين في الخمس سنوات المقبلة، وتفوق تقييم الشركة على معظم المؤشرات المالية لشركات تعليمية من معظم دول العالم".

الثروات الكامنة

وتعتبر قصة "هيومن سوفت" من قصص النجاح المفاجأة للمستثمرين في الكويت، حيث لم تكن الشركة الى ما قبل عامين ملفتة كما هي اليوم، وكانت تُقيم على أنها من الشركات المتوسطة، لتظهر لاحقا أنها قصة تُروى لحجم الإمكانات المخبأة فيها، ولتُعطي درسا للمستثمرين في أهمية التفتيش في البيانات المالية للشركات لاكتشاف الثروات الكامنة.

لكن ربما لعب سبب آخر دورا في عزوف المستثمرين عن قراءة مستقبل "هيومن سوفت" في السابق، حيث، كما ذكر آنفا، لم تكن أسهم الشركة متاحة بنسبة كبيرة في البورصة، فقد كان كبار ملاكها يملكون نحو 90% من أسهمها، أي أن المتاح في السوق لا يتعدى 10%.

فإلى مجموعة العثمان التي كانت تملك نحو 59% سابقا، كان هناك مجموعة الامتياز المالكة بنسبة 23.5% والمساهم علي الزبيد 8%، علما أن "الامتياز" استفادت من صعود السهم لتبيع نحو 13.5%من أسهمها، ولم يعد علي الزبيد ظاهرا على قائمة كبار الملكيات في الشركة حسب ما تُظهر البورصة الكويتية التي تكشف فقط عن الملكيات فوق 5%.

المؤسس فهد العثمان

تأسست الشركة في العام 1997 على يد مؤسسها فهد العثمان، الذي يعتبر اليوم من أكثر الشخصيات الاقتصادية تأثيرا في الكويت، كما وصفته "فوربس" باعتباره شخصا عصاميا بدأ شركة من الصفر ليحولها لواحدة من أنجح الشركات التعليمية في المنطقة، ولتضع العثمان ومجموعته ضمن قائمة العائلات الثرية الكويتية.

وسيدر إتمام الصفقات السابقة والحالية نحو 400 مليون دولار للمجموعة، منها 250 مليون دولار تحققت فعليا، وفي حال استمر البيع لنسبة 10% إضافية من ملكية المجموعة، فإن التوقعات بتجاوز هذه المبالغ، خصوصا أن الترجيحات في السوق أن يتم البيع لاحقا بسعر 5 أو ربما 6 دينارات لسهم "هيومن سوفت".