+A
A-

علي رستم: لا أريد لحرفة النجارة في البحرين أن تندثر

علي رستم نجار ونحات وفنان بحريني قرر ترك عمله في سبيل حرفة احبها منذ الصغر فنجح في إنشاء مشروع متميز لاقى صدى كبيرا داخل وخارج البحرين. رستم فخر للصناعات الوطنية التي نفتخر بها بجميع المقاييس ويحدثنا هنا عن نفسه وعن تجربته ونجاحاته.

 

كيف كانت البداية؟

منذ الصغر كان والدي فنانا ونجارا ونحاتا على مستوى كبير وكنت احاول تقليده في عمله فأحاكي سفنه الكبيرة في تحف صغيرة كنت اصنعها من قصاصات الخشب وفي الصف الخامس الابتدائي صادفني أستاذ فن رأيت يوماً في مكتبه تحفة لبانوش صغير فقمت بصنع قارب صغير وعرضتها عليه ففرح بي واثنى على عملي ووضع ما صنعته فوق رف في مكتبه فسعدت جداً بذلك ثم طلب مني صنع بانوش اكبر بحجم ما كان يملكه فطلبت المساعدة من أبي فلم يقصر وعدت للأستاذ بعد أسبوع فاثنى علي من جديد وأعطاني بعض التعديلات لأضيفها على البانوش ثم عرض علي ان يعلمني أشياء اخرى كأن افرغ الخشب واصنع منه ايات قرآنية لم انجح في البداية لكن والدي ساعدني في شراء الأدوات لأتعلم في المنزل ونجحت في النهاية لأنني حصلت على التشجيع من الجانبين فصنع هذا الشيء الشغف للتعلم.

 

كيف صقلت هذه الموهبة؟

بالممارسة فكنت كلما احتجت لقطعة اثاث في المنزل ارسمها واصنعها بنفسي مستعيناً بالدروس الموجودة في الإنترنت وخصوصاً يوتيوب، كنت ايضا دائما ابحث عن الأدوات والتكنيكات التي تستجد في سوق العمل واحرص على التطبيق بشكل كبير فهو شيء يساعد في التطوير.

 

من أين كانت بداية المشروع وفكرته؟

لم يبدأ المشروع كمشروع حقيقي حيث كنت اقوم بصنع الهدايا للأهل والأصدقاء فيرونها زملاءهم ويطلبون مثلها ثم بدأت بصنع الصناديق وغيرها من الامور لمحل ورد رأيت عنده اعمالا مختلفة من الخشب، فتعاقدت معه، كان اول زبون لي يشتري مني بالكميات ثم توقفت لصعوبة الأمر علي وعدت للعمل على الآيات والأسماء وعندما بدأ عالم السوشيل ميديا اشارت علي إحدى زميلات العمل ان افتح حسابا في الإنستغرام واعرض فيه أعمالي فقمت بهذه الخطوة ولكنني فضلت عدم إظهار اسمي كتجربة لأرى ردود فعل الناس عن عملي مع مرور الوقت رأيت أن الزبائن لدي تزيد وبعض الزبائن يأتون لي بالأفكار وتوسعت رقعتي وظهرت بعدها باسمي الحقيقي وهنا كانت البداية الحقيقية.

 

من أين تأتي بأفكار السلع وكيف تحافظ على تجددك؟

البحث الدائم ومحاولة الإلمام بكل جديد، اخذ الأفكار من الحسابات والبرامج المعنية بالعمل الحرفي او حتى تنفيذ افكار الزبائن، ففكرة المحافظ الخشبية جاءت من برنامج بينترست حيث رأيتها فصنعت منها قطعتين لي ولأخي وقمت بعرضها في الحساب فلاقت الفكرة رواجاً كبيراً وللآن المحفظة الخشبية هي السلعة الأكثر طلباً لدي.

 

ما الصعوبات التي واجهتك كشاب بحريني في بدايات العمل؟

توفر المعلومات في الدرجة الاولى حيث لا يوجد احد ليساعدك في البحث عن المعلومة او إعطاءك إياها حتى وإن كان ملما بها ولو كان بمقابل مادي فالمجتمع البحريني مجتمع متحفظ على المعلومة يخاف ان يساعدك فتسبقه ففي مجالي يوجد صعوبة بالغة في هذا الامر وكأن المعلومة سرٌ خطير. لم يعلمني احد من أين اشتري معداتي او حتى بعض التكنيكات التي نحتاجها في العمل وهذا الامر ادى بي للوقوعات بإصابات مختلفة بسبب جهلي لبعض التكنيكات وكأن المجتمع قد نسى ان زكاة العلم تعليمه.

 

ما نظرتك المستقبلية للمشروع؟

سيكون هناك مضلة كبيرة للمشروع سيندرج تحتها الإكسسوارات: وهو ما اعمل عليه الآن كالنظارات والمحافظ والشنط وسيتم إضافة اي نوع من الإكسسوارات يمكن العمل عليه كسلاسل الحلق وغيرها. إضافة للأثاث: واعني هنا الأثاث الحديث والذكي الذي يركز على استغلال المساحات الصغيرة. وسيكون هناك التدريب والتعليم على النجارة والنحت بمختلف ابوابه وسيعنى هذا بكل الأعمار، مع توفير الآلات والمعدات والمواد للعمل فأنا لا أريد لمن يأتي بعدي ان يواجه ما واجهته انا من صعوبات من توفر معلومات وادوات اريد ان يكون هذا الامر كصدقة عني وعن اهلي في المستقبل ولا اريد لهذه الحرفة ان تندثر بل اريد ان تتوارثها الأجيال وتنتشر بشكل يليق بها.

 

ما فعالياتك المهمة التي شاركت بها او ستشارك بها؟

آخر مشاركة كانت في مهرجان التعايش لنحت الرخام والخشب بعمان، مع المشاركة في مهرجانات متفرقة في السعودية. وأما عن القادم فهو مهرجان على مستوى عالمي في يوم الشجرة والتي يقام في دولة ما كل سنة، ويتم اختيار نحات او اثنين من كل بلد وقت تم ترشيحي له ويتوجب علينا فيه ان ننحت اعمال تعكس البيئة والحضارة التي اتينا منها.