العدد 3308
السبت 04 نوفمبر 2017
banner
وعد بلفور المنسي
السبت 04 نوفمبر 2017

مع أننا نعرف - وجيلنا ربما - عن طريق القراءة والبحث الكثير عن ما أطلق عليه وعد بلفور الذي صدر على شكل رسالة موجهة من وزير الخارجية البريطاني حينها “آرثر جيمس بلفور” إلى الصهيوني اللورد “روتشيلد”، يتحدث فيها عن تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وكأن فلسطين جزء من بريطانيا، والغريب في الأمر أن بريطانيا لا تزال حكوماتها تحتفل بهذا اليوم في نوع من التحدي للشعور العربي والفلسطيني بالظلم الذي وقع عليهم من سياستها، مع أنها من الواجب أن تعتذر عن ذلك وتعمل على تأييد الحق الفلسطيني حاليا، بل تعويض العرب الفلسطينيين عما فعلته بهم.

ولكن على الجانب الآخر، وأعني به الجانب العربي، حاولت طوال أيام سابقة متابعة ما تبثه المحطات التلفزيونية الكثيرة والمتناثرة أو ما يكتب في الإعلام المقروء، فلم أجد من يتحدث عن هذا الوعد المشؤوم إلا ما ندر، وكأن آثاره ونتائجه انتهت أو لا تمس الأمة، مع أنها في الحقيقة خلقت قضية مركزية مما يوحي بأن النظام العربي ركن إلى الإقرار بما يطلق عليه الواقع أو رضخ له، خصوصا ونحن نفهم ونعي أن الإعلام في عالمنا مازال في معظمه خاضعا للنظام العربي.

جزء فقط من الشعب العربي مازال يعمل ويحاول الضغط على بريطانيا (العظمى سابقا) لتقديم اعتذار رسمي عن ذلك الوعد في ما يعني إقرارا بالخطأ كسبيل للإقرار بنتائجه وبالتالي عدم شرعية الكيان الذي قام على تلك النتائج، ولكن حملة هذا الجزء من الشعب تغرد بصورة ذاتية منفردة دون دعم واضح من النظام الرسمي، والإعلام غائب مغيب والاعتذار مهم وضروري... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية