العدد 3308
السبت 04 نوفمبر 2017
banner
يا الله حسن الخاتمة
السبت 04 نوفمبر 2017

لكل جنازة، ظروفها الخاصة، والمختلفة، مشهدها الرئيس اصطفاف ذوي الراحل، بصلاة لا ركوع بها، تزاحمهم ذكرياته، وأحاديثه، وابتساماته المنقضية بلا رجعه.

وحين يحضر الموت، تتغير الأولويات، فتطوى الخلافات، والمشاحنات، والمفارقات، ويظل التأمل، والشرود هما الحاضران بالنفوس الموجوعة حزنا، وألما، ليتني صالحته، ليتني لم ارفض له طلبا، ليتني انصت اليه.

ويوم أمس، وارينا الثرى بحزن وإيمان بقضاء الله وقدره، الفقيد الغالي خالد بن عبدالله الحويل، وبحضور جمع غفير أغرق مقبرة الحنينية كلها، حضور صدح بمحبة الفقيد، وأي محبة تعبر لك عن مكانتك بالنفوس يا خالد؟

كان الراحل ممن يطل بهدوء في حياتنا الصاخبة بابتسامة لا تفارقه لحظة واحدة، كان مدرسة بالتسامح، سرير العشرة، محبا للآخرين، ولأنه كذلك كان رحيله صاخبا، بعكس الهدوء الذي عودنا عليه، وبذلك حكمة إنسانية، وفوز عظيم.

رحل خالد، تاركا خلفه فوضى من المشاعر المتلاطمة والجياشه، ولأن الحال هو كذلك بالنسبة للكبار، رحيلهم مختلف، وفراغهم كبير.

وفي المقبرة، تطلعت بحزن لأقرباء الراحل وهو ينثرون التراب على قبره الطاهر، قبل أن أرفع عيني للحضور الغفير، وأنا أتساءل: هل سأكون محظوظا بجنازة كهذه؟ ما الذي يجب أن أفعله حتى يكون لي نصيب من كل هذا؟

وتظل حسن الخاتمة، هي الغاية والمقصد والمنال، ونهاية كل الحكايات والقصص والأقصوصات، فهل نحن واعون لذلك؟ ومتى سنستعد لنيل هذا المكسب العظيم؟

فرحم الله من دعا لأخي خالد بن عبدالله الحويل بدعاء رحمة ومغفرة، وأسأل لذويه الكرام الصبر والسلوان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .