العدد 3309
الأحد 05 نوفمبر 2017
banner
هل أعود إلى مطلقي ثانية؟
الأحد 05 نوفمبر 2017

المشكلة:

عزيزي  الدكتور خالد، كنت مترددة في بداية الأمر، لمن ألجأ؟ ومن يمكن أن يوجهني إلى الصواب؟ فلم يكن أمامي خيار آخر إلا أن أكتب إليك مشكلتي لعلي أحصل على الرد الشافي لهذا التردد الذي دام عدة سنوات. أنا مطلقة وأبلغ من العمر 33 سنة، طلقت من 3 سنوات بسبب غيرة زوجي العمياء، وأثناء فترة طلاقي تقدم لي كثير من الشباب للزواج مني لكوني جميلة ومتألقة والكل يطمح لذلك، وقد يكون جمالي هو سبب غيرة زوجي علي وعدم تحمله الاستمرار معي، فكان هذا الجمال نقمة بدلا من أن يكون نعمة، فكان السبب الكبير والمباشر لخلافاتنا اليومية وتعكير صفو حياتنا معا، فهلي لي ذنب في أن يهبني الله هذا الجمال لكي تطاردني المشاكل الواحدة تلو الأخرى؟ مع أنني كنت أحب زوجي ومازلت لكن عندما أتذكر تلك المواقف المؤسفة والمحرجة في بعضها وعدم تحمله وقسوة تعامله معي في توبيخه لي وتوجيه اللوم إلى على أنني كنت السبب في ذلك، أتراجع عن فكرة قبول العودة إليه بسبب تلك الكوابيس التي كنت أعيشها تحت لعنة الحب المأسوي!

لا أبالغ عن في ذلك الجمال الذي أصف به نفسي، والدليل على ذلك هو تقرب الشباب مني لطلب يدي للزواج عن طريق أهلي، لكن القول الحق لم يعجبني أحدا ممن تقدموا لي لذا لم أقتنع بالزواج من أحدهم. وعندما عرف مطلقي أنني مازلت غير متزوجة ورفضت كل من تقدموا لي، حاول أن يعيدني إليه... ولكنني رفضته هو الآخر مع أني أحبه جدا ولا أستطيع نسيانه، ولكن عندما أتذكر مشاكلي معه بسبب تلك الغيرة العمياء، أتمسك برأيي وأقول في نفسي لن أكرر تلك التجربة الفاشلة.

لا أنكر أنني بحاجة إلى زوج يحميني ويستر علي من كلام الناس والقيل والقال بسبب وضعي كمطلقة في مجتمعنا هذا، ولكن للأسف لم ألتق بذلك الشاب الذي يفهمني ويحبني حتى الآن مثل مطلقي، وهذا قد يجلب لي مشاكل في المستقبل. وكلما علم مطلقي أن هناك شابا تقدم للزواج مني ازداد حماسه تجاهي وتمسكه بي، وطلب مني أن أرفضهم وأقبله هو وعبر اتصالاته بي اكتشفت أنه مازال يتصف بتلك الغيرة، ولم يتمكن من التخلص منها طوال تلك هذه الفترة ولاسيما أن تعبيراته اللفظية واضحة أثناء انفعالاته، وهذا ما يجعلني أتردد في العودة إليه، فحاولت إقناعه بأنني لا أريد أن أكرر مأساتي معه مرة أخرى، حينها يهدأ ويعاهدني بأنه سيتخلص من هذه السلوكيات، ولكن ما الذي يضمن لي أنه سيختلف عن ذي قبل؟ وهل سيكون ذلك مؤقتا لمجرد تحقيق هدفه بالوصول إلى إقناعي في الفترة الحالية ثم يعود كما كان؟ أريد أن أستقر في حياتي الزوجية، ولكني حائرة من هذا الأمر، فهل أقبل الزواج من مطلقي الذي لم ييأس حتى الآن ولكنه مازال يغير علي، أم أوافق على أحد أولئك الشباب الذين لا أعرفهم؟

الحل:

سيدتي الفاضلة (ف.خ).. مشكلتك واضحة كعين الشمس، وأمامك خيارات عديدة للزواج وكلها جيدة كما يبدو ولاسيما أن الاختيار والقرار الأخير في متناول يديك، فلا داع لهذا التردد فأنت سيدة ناضجة وجميلة ومتألقة، وبلغت سن الرشد منذ فترة طويلة ولست بحاجة إلى من يختار لك شريك حياتك الآن.

وإنني على يقين تام بأنك الإنسانة الوحيدة التي تفهمين حياتك أكثر من غيرك، وبإمكانك الاستقرار على رأي موفق يرضيك كطرف مازلت على بر الأمان، وتمتلكين الحرية في اختيار من يناسبك قبل أن يفوتك قطار العمر وتندمي وخصوصا أنك الآن في ريعان شبابك، ناهيك عن مقومات النجاح في صفاتك الجمالية التي تمتازين بها، إضافة إلى خبرتك ونضجك بعد تلك التجربة الأولى من زواجك، فعليك التمعن جيدا في التفكير قبل اتخاذ القرار النهائي، وحاولي أن تضعي الأمور في كفتي ميزان لكي تمنحي الأولوية للكفة الأرجح وخاصة فيما يتعلق بشأن التردد في الاختيار؛ هل الزوج السابق أم أحد الشباب المتقدمين؟ فلا تنس أنك الآن سيدة القرار فهناك عدد من الشباب تقدموا للزواج منك وبإمكانك أن تحسني أنت الاختيار، وبالمقابل مطلقك ينتظر منك الرد بفارغ الصبر ومازال متمسكا بك ولكنه يتصف بالغيرة الشديدة كما تدعين، وليكن في علمك أن قليلا من الغيرة وفي حدود المعقول شيء مطلوب ولا بأس به بحيث لا يتجاوز ذلك الحدود الطبيعية ولا يصل إلى درجة الشك وإساءة الظن في الطرف الآخر. فإذا كان مطلقك من النوع الذي يشك في كل صغيرة وكبيرة ولم يزل غير ناضج من هذه الناحية، فمن الأفضل أن تصرفي النظر عن العودة إليه لأنه سيكون إنسانا صعبا في هذه الحالة. أما عدا كان من النوع الذي يغير في حدود الغيرة الطبيعية فهذا خير دليل على حبه لك وتشبثه بك كزوجة له، والدليل الآخر أنه مازال يصر على إرجاعك إليه ولم يقترن بغيرك حتى الآن!! ولا تنس يا سيدتي أن فترة الطلاق هذه وابتعادكما عن بعضكما لهي فترة كافية وجديرة بمنحك الفرصة الوافية لأن يكون كل منكما قد عرف مدى حبه للآخر وقد تلك المشاعر والأحاسيس العاطفية الدفينة.

عزيزتي، يبدو لي أن هناك مؤشرات ودلائل واضحة تشير إلى أن كليكما لا يستطيع الاستغناء عن الآخر، ومازال حبكما مغروسا في أعماقكما ولم ينته بل يتصور لي أنه ازداد عن ذي قبل، والدليل على ذلك عودته إليك بشغف وحماس وهذا ما دفعه للاتصال بك وتمسكه الشديد بذلك، وبالمقابل عدم رفضك لاتصاله بك ولاسيما ترددك اللاشعوري وغير الطبيعي لهو أكبر دليل على عدم تمكنك من نسيانه والتخلي عنه كإنسان وزوج سابق فهمتيه وأحببتيه كما يتضح ذلك من اعترافك الصريح.

ولكن تظل مسألة الغيرة بينكما بحاجة إلى إعادة النظر فيها والتفاهم حولها بشكل موضوعي ومتفق عليه مسبقا وبطريقة عقلانية وجادة؛ وذلك لحسم المشكلة نهائيا والتفكير في إعادة المياه إلى مجاريها بشكل ودي ولا ينتابه الشك والتذبذب في مشاعر أحدكما تجاه الآخر.

وما أجمل أن تعود الحياة بينكما بصورة مستقرة بعد غياب أو لنطلق عليه انفصالا مؤقتا دام 3 سنوات وقام كل طرف بمراجعة نفسه وتأكد من قوة حبه للأخر واستحالة تخليه عنه، واستفاد كل من أخطائه عبر تلك التجربة السابقة.

سيدتي العزيزة، هذه هي معطيات مشكلتك كما وردت منك شخصيا عبر رسالتك، وحاولت أن أضع تحليلها بكل وضوح أمام عينيك، فالأمر متروك لك في النهاية لكي تتخذي القرار المناسب بشأنه. من مع تمنياتي لك بحياة سعيدة وموفقة يجمعكما شمل الأسرة مرة ثانية إن شاء الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية