العدد 3309
الأحد 05 نوفمبر 2017
banner
“حمد بن عيسى آل خليفة... والحكم الرشيد”
الأحد 05 نوفمبر 2017

لقد أصبح اسم سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه عنوانا للمجد العربي وأسس البناء السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي المتين، شخصية فذة في إطار سماتها الإنسانية وعملها من أجل تحقيق الانتصارات الكبرى لصالح شعبها في كل المجالات والأصعدة، لهذا لا تتوقف الدراسات عن مكانته العالمية المتميزة حفظه الله وطريقة إدارته شؤون البلاد في مجالات العمل كافة، ومؤخرا أصدر مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية كتابا قيما بعنوان “حمد بن عيسى آل خليفة والحكم الرشيد” من إعداد عمر الحسن وآخرين، وهو كتاب يركز على تفرد وخصوصية التجربة البحرينية المتمثلة في إدارة سيدي جلالة الملك الأزمة خلال الفترة من فبراير 2011 إلى نهاية عام 2016 وإدراكه المبكر كيفية التعامل مع أحداثها وتجاوزها بحكمة القائد، ويمكن إرجاع أسباب نجاح البحرين في تجاوز الأزمة إلى عدة أمور حسب الكتاب أهمها... أولا: المملكة منذ نشأتها تتعامل مع أخطار وتحديات ما أكسبها خبرة وصلت في بعض الأحيان إلى حد الحصانة، ثانيا: منذ تسلم الملك الأمانة عام 1999 انتهج خطوات إصلاحية واسعة دون ضغوط من أحد نالت إشادات دولية، ثالثا: المملكة لم تنجرف نحو الحل الأمني على غرار ما حدث في الدول الأخرى، إنما لجأت للحوار السياسي باعتباره الأسلوب الحضاري والسبيل الأمثل للحل، وحتى عندما أريد للأمور أن تنفلت فرضت حالة السلامة الوطنية لحفظ الأمن وهيبة الدولة، فكان استخدام القوة الذكية رشيدا، بحيث تكون رادعا من غير تعد على الحقوق العامة والحريات الشخصية، رابعا: تصميم الملك على جعل الأزمة بحرينية خالصة تتم إدارتها ضمن البيت البحريني، فلم ينجح الخصوم في تدويلها. خامسا: انتفاء الأسباب الداخلية الملحة الدافعة للاحتجاج، حيث إن البحرين دولة مؤسسات ولها ملك رشيد وأوضاع مستقرة، لهذا تختلف أوضاعها الداخلية عن غيرها في دول ما سمي بالربيع العربي.

ويمضي الكتاب الذي يتكون من تسعة فصول في القول... لقد أسهمنا في تسجيل نقطة عربية مضيئة، تدل أولا على أن القيادة هي الحكمة، وأن النظام الناجح هو الذي يمتلك الرؤية، وأن قدرة القائد تقاس بقدر استماعه الإيجابي لمعارضيه قبل مؤيديه في إطار من حفظ الأمن والحقوق سواء بسواء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .