العدد 3309
الأحد 05 نوفمبر 2017
banner
“البلديات... بن عمك أصمخ”!
الأحد 05 نوفمبر 2017

لا يعني أن تمر البحرين اليوم بمنعطف تاريخي في ملفات خطيرة كتصديها للإرهاب وتآمر إيران وقطر التي أصبحت بؤرة للإرهاب ومواجهة التحديات الصعبة، أن نهمل الملفات الأخرى كالخدمات ومظاهر التحضر وظواهر التخلف الأخرى، فالمظاهر السلبية الصغيرة التي قد تبدو لنا لا أهمية لها في النهاية تعكس تخلفنا الذي لا يقل أهمية عن التصدي للإرهاب ومن هنا أعبر في بعض مقالاتي مروراً على بعض الملفات الداخلية التي أستغرب بعد كل هذه السنين والمناشدات والمطالبات التي تخص بعض الوزارات أنه لا نتيجة لها وكأني أستحضر المثل الدارج «بن عمك أصمخ».

الوزير النشط عصام خلف للحقيقة في ملف الأشغال لا نوجه له إلا تحية على جهوده الواضحة، ولكن في ملف البلديات منذ عشرات الوزراء المتفرغين لم تفعل شيئاً في بعض الملفات، رغم عقود من المطالبات، وكأن كل المسؤولين في البلديات عرفوا المشكلة أو الظاهرة وتجنبوا اتخاذ قرار حازم فيها ربما بسبب اختراق ونفوذ بعض المسؤولين في البلديات المرتبطين بتوجهات الإسلام السياسي والجمعيات الإسلامية، وإلا ما هي القوة التي تمنع إزالة كل تلك الملصقات العقائدية من الضفتين التي تشوه لوحات وأعمدة الشوارع بل بكل صفاقة تلصق على إعلانات رسمية وعلى لوحات مرورية إرشادية، وأنا على يقين بأن جميع المسؤولين من الوزراء والوكلاء والمدراء والمشرفين في البلديات رأوا وشاهدوا طول الوقت هذا التشويه ولم يتخذوا أي إجراء لا بحق من يلصق هذه التشويهات ولا إزالتها، فهي تتراكم كل يوم وبلغ الأمر أن تلصق حتى على جدران المدارس والبنايات، ولا أستبعد أنها ملصقة على جدران البلديات نفسها بل في مكاتب المسؤولين، وهو الأمر الذي يفسر بقاء هذه الملصقات التشويهية طوال الوقت رغم المناشدات.

هذه المرة أتوجه مباشرة لوزير البلديات وأطالبه بحملة جادة ومستمرة بإزالة كل ملصق غير رسمي ومنع أي ملصق عقائدي من اللصق ومعاقبة كل جهة تنشر هذه الملصقات بشدة، وإلا سأعتبر كل مسؤول يتجاهل هذا الأمر متواطئا مع هذه الجهات العقائدية التي ثبت للجميع أن الشر والإرهاب بدايته التساهل مع هذه الظواهر التي تبدو مسالمة ولكنها في جوهرها بذرة للإرهاب، ألم تكن بداية الوفاق والإخوان دعاء وتوجيها إرشاديا، ثم ثبت بالواقع موضوع الإرهاب وإسقاط الأنظمة، ألم نتعظ بعد مما مررنا به من محنة كادت تودي بنا للتهلكة؟

فإذا كنا نهتم ونركز على ملف الإرهاب وإيران وقطر فملفات داخلية كهذه الظاهرة تستحق اهتمام الوزير بها شخصياً طالما لم يحرك أي مسؤول آخر ساكناً، وإلا فالبلديات متواطئة إن استمرت الظاهرة ذاتها.

 

تنويرة: دقات الساعة لا يعني أن توقيتها صحيح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .