العدد 3313
الخميس 09 نوفمبر 2017
banner
إيران... ذلك العدو المتربص
الخميس 09 نوفمبر 2017

بعد عقود طويلة من التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية والخليجية، واستمرارها بتصدير البارود والدم والخراب، وتشطير المجتمعات، وهدمها، وتفرقة أبنائها، وتمزيقهم.

لا يزال العرب على حالهم، بل هم أسوأ مما كانوا عليه، وبكثير، فمن مناكفة هذا لذاك، ومضايقة الجار لجاره، وتصدير الأزمات إليه، وافتعالها، كما هو ديدن الجارة الصغيرة مع أشقائها.

إلى الدوران بحلقة مفرغة من الانتماء للأجنبي كإيران، والتشبث بالعرق الدخيل، والتمسك به، وبشكل مثير للخجل، والاشمئزاز معًا.

بالأثناء، لا تزال بعض الدول العربية والخليجية تفتقر حتى اللحظة، لأبسط الأدوات المناسبة لمواجهة المد الإيراني، وبالرغم من هول الكفاءات المالية والبشرية والفكرية لديها، وبنقاط محددة أوجزها كالتالي:

# شح عربي واضح في مراكز الأبحاث الاستراتيجية التي تعني بدراسة العمق الإيراني، يقابلها 30 مركز بحث إيرانيًّا لدراسة المجتمعات العربية.

# يفتقر العرب للقنوات الفضائية السياسية المتخصصة لمخاطبة العرقيات الإيرانية المتنوعة، وللمجتمعات الغربية نفسها، في حين تتخطى القنوات الإيرانية المعنية بذلك 80 قناة، وبلغات عدة.

# لا توجد وحدة إعلامية وصحفية وثقافية عربية تقوم بدور تنويري مستمر، قبالة المد الإيراني العاتي، باستثناء بعض الجهود الفردية المبعثرة، والموسمية.

# تهتم الحكومة الإيرانية في توظيف الجاليات الإيرانية والطلبة الموجوين بالخارج في الترويج للأفكار السياسية والأيدلوجية لها، وبتشويه سمعة العرب، بمقدمتهم السعودية، ووسمها بالإرهاب، وفي ظل غياب عربي واضح.

# تهتم الحكومة الإيرانية أيضًا بإقامة الفعاليات السياسية والندوات والمؤتمرات المناهضة للأنظمة العربية عن طريق أذنابها المتواجدين بالخارج، كشراذمها البحرينيين بلندن، وبتمويل ودعم مالي ولوجستي عال، ومستمر.

# تباشر الجماعات التابعة للحكومة الإيرانية في الخارج بتغذية علاقاتها الدولية مع المنظمات الدولية الحقوقية والعمالية في الخارج، وجماعات الضغط، بشكل متسارع، بعكسنا تمامًا.

# تسخر إيران المجرمة كل الميزانيات اللازمة لتمرير مشاريعها النهضوية أعلاه، بعكس حكوماتنا العربية والتي تحول بيروقراطية عملها، دون حراك هذه المشاريع، بالصورة المأمولة.  وأكثر ما يزعجني، حين أرى جهود بعض المسؤولين وقادة الرأي في مجتمعاتنا العربية، وهي تتحرك بحماس في فلك التغريد بتويتر، وبإدلاء بهذا التصريح الصحفي، وذاك. هنالك جهود متعاظمة منتظره، تبدأ باستقطاب العقول السياسية والفكرية، وتلك العالمة بخفايا الأمور، وبواطنها، مرورًا بتوفير المراكز البحثية اللازمة لهم، والتمويلات، والتسهيلات المطلوبة.

هنا فقط سيبدأ التغيير، ومعه البناء الحقيقي بمواجهة إيران... ذلك العدو المتربّص، كفكر، قبل أي شيء آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية