العدد 3313
الخميس 09 نوفمبر 2017
banner
ظاهرة هروب الخادمات
الخميس 09 نوفمبر 2017

ظاهرة هروب الخادمات واحدة من القضايا المؤرقة للكثيرين، والمشكلة أنها باتت محل شكوى وتذمر عندما يفاجأ الكفيل بأنّ الخادمة تركت المنزل إلى جهة غير معلومة، قبل سنوات حدثني أحد الأصدقاء بمرارة بالغة عن هروب أربع خادمات في فترة زمنية لا تتجاوز عاما واحدا وبتكاليف فاقت أربعة آلاف دينار، وكان سؤاله: ماذا أعمل؟ ليس هذا الصديق وحده من يطرح السؤال لكن جميع من اكتووا بالتجربة المريرة يطرحون السؤال ذاته ولا إجابة شافية له.

قبيل أشهر أعلنت هيئة تنظيم سوق العمل تطبيق عقد ثلاثي إلزامي ينظم العلاقة بين صاحب العمل من جهة وصاحب مكتب التوظيف والعامل المنزليّ “خدم المنازل ومن في حكمهم”، وينفذ اعتبارا من أكتوبر الفائت لكن الهيئة لم تطبق العقد الجديد في الموعد المعلن وأعلنت تطبيقه قبيل نهاية العام الحالي. النظام الجديد يمهل المكتب 30 يوما لاستبدال عاملة المنزل كما يلزم رب العمل بدفع مبلغ يومي في حال عدم تسلم العاملة بعد وصولها المملكة، التساؤل هنا هل العقد المشار إليه يمكن أن يقضي على الظاهرة؟ طبقا لرؤية أصحاب مكاتب الاستقدام فإن العقد الثلاثي سيكون في مصلحة جميع الأطراف بل سيحل المشاكل التي تواجه مستقدمي العمالة وهذا ما يتمناه الجميع.

ذات مرة صرح مسؤول حكوميّ بأنّ تنامي هروب الخادمات تقع مسؤوليته على الكفيل عندما يمتنع عن سداد المستحقات للعامل أو الخادمة أو عندما يسيء معاملته لهم، وهذا يعد سببا كافيا يدفع الخادمة للتفكير في الهروب، ويبدو لنا أنّ تصريح المسؤول منطقي إلى حد كبير، فليس بوسع أحد أن ينفي ما تتعرض له الخادمات من معاملة غير إنسانية، الأمر الذي يجبرهن على الفرار!

شكاوى الخادمات من ما يتعرضن له من عنف عديدة، لكن أبلغها ما كشفت عنه إحداهن من أنّ ربة المنزل كانت تضربها بقسوة مفرطة ولم تجد ملاذا من قسوتها إلاّ الهرب من المنزل، هذه للأسف الحقيقة التي لا يريد البعض الاعتراف بها، بل هناك من يمعن في الإساءة ثم يلقي باللائمة على الخادمة أو المكاتب في هذه الظاهرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .