العدد 3318
الثلاثاء 14 نوفمبر 2017
banner
اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية
الثلاثاء 14 نوفمبر 2017

للعلم قيمة إنسانية ومجتمعية كبيرة، وهو أساس البناء وتقدم الحضارات، العِلم يرفع من شأن الأفراد والأمم، وحثت على طلبه جميع الأديان، وجاءت حاجة الإنسان للعلم والمعرفة من أجل تيسير حياته، فاجتهد في القراءة والبحث ونال ما يصبو إليه حتى تحول هذا العالم الشاسع في يومنا إلى قرية صغيرة بفضل الاختراعات والاكتشافات ووسائل الاتصالات المتطورة وصولاً إلى الفضاء ومكوناته، وهذا كله بفضل العِلم وحُسن استخدامه لتهذيب حياتنا وأنفسنا سياسيًا واقتصاديًا ومعرفيًا وفكريًا، ليصبح الإنسان سيدًا لنفسه وتابعًا لعقله، لا تابعًا لأشخاص يسيِّرون حياته وفقًا لأجنداتهم ومصالحهم.

العِلم سلاح، فهو سبب التطوير والرقي بالشعوب إلى الأفضل، وهو سبب أيضًا للدمار والخراب، بالعِلم تم اختراع البارود وأسلحة الفتك التي حصدت الملايين من أرواح البشر ودمرت الحجر وأحرقت الشجر، وانهارت المُدن وتفككت الدول، وبالعِلم تقدمت الكثير من الدول ونهضت وصنعت أفضل المنتجات، وبالعِلم شفي الإنسان من الكثير من الأمراض، وبالمعرفة نما الإنسان وخرج من براثن الجهل والمرض والفقر. ولأجل ذلك وُجِد العِلم واهتمت به دول العالم، وُجِد من أجل تيسير حياة البشر لا هلاكهم، لبناء الأمم لا تدميرها، ليَعم الخير ويتم البناء وينتشر السلام والازدهار على امتداد هذه القرية الكونية التي مازال البعض يسعى لتدمير ما تبقى منها، ويسعى لاحتكار المنتجات ورفض مشاركة الغير فيها.

إن الاحتفال بهذا اليوم الذي تم تحديده في 2001م بموجب القرار الأممي يأتي من أجل تعزيز الوعي الإنساني والمجتمعي بدور العِلم في البناء والتنمية، والعمل المُشترك بين الشعوب لنشر العِلم، والالتزام الوطني والدولي باستخدام العِلم لصالح رخاء الإنسان ونماء المجتمعات، والاستمرار في الاكتشافات وتحقيق الإنجازات، والاحتفال بهذا اليوم يؤكد أن العِلم أداة للبناء والتنمية، وباب مُشرع لنشر السلام بين الأمم والشعوب.

على دول العالم ومُنظماتها أن تهتم أكثر بالعلوم والعلماء، وأن تكون إسهاماتها في تطوير الأمم وشعوبها لا تدميرها، وتطوير مؤسسات البحوث العلمية المُنتجة للغذاء والدواء والإنفاق عليها أكثر من الإنفاق على غيرها، ويجب على الدول ومُنظماتها التعاون المُشترك وبذل الجهود التي تحقق الأهداف التنموية والإنسانية، وأن يُستخدم العِلم كسلاح إيجابي في تحقيق التقدم المنشود لتحقيق حياة أفضل لإنساننا الحاضر وأجيالنا القادمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .