العدد 3324
الإثنين 20 نوفمبر 2017
banner
إيران والحلفاء
الإثنين 20 نوفمبر 2017

نجحت إيران للأسف الشديد في بسط سيطرتها على دول عربية دون أن تخوض حربًا أو تتورط في صراع مباشر، وإنما اعتمدت على حلفاء لها ضمنوا لها الهيمنة على دول مثل اليمن وسوريا ولبنان.

النجاح الإيراني بطبيعة الحال يقتطع من رصيد وقوة العرب ويكون على حساب مصالحهم خصوصا أنه في دول عربية، ويؤدي لتوجيه قرارات هذه الدول باتجاه معاكس للصالح العربي ويعرقل اتفاق العرب على قرار حاسم في أية قضية مصيرية.

والملاحظ أن إيران لم تظهر بوجهها المباشر في أغلب الأحيان وإنما اعتمدت على أدوات تحركها كيفما تشاء، وإن سمحت لهذه الأدوات بحرية التحرك أو إيهامها بأنها تتمتع بالحرية رغم أنها بالنهاية تدور في فلك المصلحة الإيرانية، خصوصا أنها بالأصل صنيعة إيرانية أو أنها تستمد بقاءها واستمرارها وقوتها من الدعم الإيراني، وحزب الله اللبناني مثال واضح على ذلك، إذ استطاعت إيران بتبنيها هذا الحزب على كل المستويات أن تضمن له التفوق والسيطرة على القرار في لبنان، فأرضت بذلك غرور هذا الحزب ورسخت لديه قناعة بأنها تعمل من أجله ولمساعدته رغم أنها تهدف بالأساس إلى استعماله وجعله الشرارة التي تشعل بها أزمات كثيرة واليد التي تبطش بها إيران في المنطقة والكبش الذي تضحي به فداء لمصالحها وتعزيزًا لوجودها إن اقتضت الظروف.

خلقت إيران علاقة منفعة مشتركة أو هكذا تبدو بينها وبين حلفائها أو أدواتها في الدول التي سيطرت عليها، وهي نتاج جهود متواصلة لسنوات طويلة، حيث تمتعت إيران بالصبر والنفس الطويل والحرص على عدم الظهور بمظهر الوصي المتحكم مباشرة وبعجرفة، وإنما بدور المرشد والتحكم عن بعد في الحليف أو الأداة مع الحرص على تركها تتمتع ولو قليلا في “نعيم” التحالف مع إيران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .