العدد 3326
الأربعاء 22 نوفمبر 2017
banner
نهج الأكاذيب القطري (2)
الأربعاء 22 نوفمبر 2017

هل صحيح أن أوضاع الاقتصاد القطري باتت أفضل من السابق؟ التقارير الدولية المتخصصة تشي بعكس ذلك، فهناك نحو 33 مليار دولار خسرتها البورصة القطرية منذ بداية الأزمة، كما هبطت أسعار العقارات بنحو 18 %، بينما خسر الاقتصاد القطري نحو 40 مليار دولار من الاحتياطي المالي لمصلحة تعويض الخسائر الناجمة عن الأزمة، فضلاً عن الأصول التي تبيعها قطر من حصصها في الشركات العالمية، والتي بلغت حدودا غير مسبوقة في الفترة الأخيرة.

إحدى كوارث الخطاب القطري أنه لا يتجاهل فقط تدهور اقتصاد البلاد، بل لا يأخذ بالاعتبار أيضاً ما يدور من حوله إقليمياً، فالتطورات في المنطقة تتسارع بشكل يفوق التفكير الاستراتيجي القطري، ويبدو العقل السياسي القطري غائبا عن فهم واستيعاب ما يدور في المنطقة، فقط مهددة بأنها تكون ضحية ألاعيب المؤامرات الإيرانية، التي تستخدم قطر مخلب قط لمناكفة دول مجلس التعاون والعمل على تقويض المجلس كمؤسسة إقليمية، فضلاً عن إثارة الخلافات والشقاق بين الشعوب الخليجية.

هل قرأت القيادة القطرية ما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن من تطورات متسارعة تجعل من أزمتها مع الدول الأربع مجرد خبر في نهاية نشرات الأخبار، وربما يتم تجاوزه والقفز عليه في ظل حسابات الأهمية والأولوية للأحداث والقضايا الإقليمية، وهل يعرف الشعب القطري أن أزمته ستطول بسبب تعنت قيادته وغرور القوة الذي يصور لها أنها ستنتصر على الدول الأربع وتخرج من هذه الأزمة سالمة؟

لا أعتقد أن العقل السياسي القطري يستوعب ما يدور حوله من أحداث وتطورات متسارعة، ولا أعتقد أنه يأبه من الأساس بمصلحة الشعب القطري، وإلا لم يكن ليتورط في إغراقه في كل هذا الكم من التعقيدات والإشكاليات التي استنزفت، ولا تزال، ثروات الأجيال الحالية والمقبلة من القطريين.

“إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .