العدد 3326
الأربعاء 22 نوفمبر 2017
banner
موضة تطوير الذات
الأربعاء 22 نوفمبر 2017

من الرائج في الفترة الحالية تقديم دورات خاصة بتطوير الذات، المحتوى المفترض لهذه الفعاليات واضح تماماً، لكن الإشكالية تكمن في من يقدمها؛ فما المعايير المستوفاة من قبلهم لتزكي تقديمهم لمثل هذه البرامج المهمة؟! وما تخصصاتهم ومدى اتساع خبراتهم؟!

هناك الكثير من الأشخاص الذين يعطون لأنفسهم الحق بأخذ زمام المبادرة والقيادة لمهام ليسوا أهلاً لها، ويلقبون أنفسهم بألقاب دون مرتكز متين من الوعي والخبرة والحصيلة الأكاديمية، ومن هنا يأتي الواجب من الجهات المعنية بتمحيص ما يقدمه هؤلاء إلى الناس الذين يحاولون إشباع حاجاتهم بالفعل في تطوير ذواتهم.

لابد من وجود رقابة حقيقية؛ لتحديد الصالح والطالح، وتقييم مقدمي برامج تطوير الذات بالدرجة الأولى، وعلى الرغم من تحفظي على بعض مقدمي هذه البرامج، وما أعتبره موضة العصر، سوى أني أرى ضرورة في تقديم مثل هذه البرامج، لكن بمعايير محددة، كما ذكرت؛ حتى نتأكد من أن من يقدمها على دراية تامة، ومؤهل تأهيلاً كافياً لذلك، ويبقى السؤال: ما القصة الواقعية العظيمة التي صنعها أو يدركها هؤلاء لكي يُقْدِموا على المبادرة بتطوير ذوات الآخرين؟!

مسألة أخرى، نجدنا في البحرين بحاجة لفتح برامج دراسة الدكتوراه في تخصصات كثيرة، غير التخصصات المتوفرة حالياً، فلماذا لا نفتح المجال لمزيد من الاتساع في برامج الدراسات العليا مع ضمان الحفاظ على الجودة المطلوبة؟ حتى لو استوردنا بعض الجامعات الخارجية ليكون لها مقر في البحرين كما صنع البعض.

عدم وجود الكثير من التخصصات في الدراسات العليا، يضطر البحرينيين الراغبين في إكمال دراساتهم العليا للخروج خارج البحرين لإكمال تعليمهم العالي، كما لا يخفى علينا أن الاستثمار في التعليم غدا استثماراً مربحاً، فالأمر يمثل فرصة للاستثمار الناجح، لكن مع العودة إلى تأكيد المستوى الأكاديمي العالي المطلوب تقديمه إلى طلبتنا، لا الاتجار فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .