العدد 3327
الخميس 23 نوفمبر 2017
banner
تحولات في الطائرة
الخميس 23 نوفمبر 2017

يشعر الكثيرون أن هناك تحولات خطيرة قد طرأت على لعبة الكرة الطائرة المحلية، الأمر الذي جعلها تسير بسرعة متناهية إلى الوراء، ولا يشك هؤلاء بأن هذه اللعبة التي كانت في يوم من الأيام تستحوذ على كل الأخبار الرياضية المحلية والنتائج الباهرة على الصعيدين المحلي في المنافسات الداخلية على مستوى الدوري أو الكؤوس بمختلف الدرجات، فضلاً عن التميز الخليجي والآسيوي واليوم لا نشعر بها ولا بأسماء أنديتها الكبار أو لاعبيها المتميزين.

كانت الألقاب التي تطلق على أسماء الفرق رنانة جدًّا وتعبر عن حقيقة المستوى الفني المتطور لها، ومن خلال متابعتي لهذه اللعبة منذ أيام محمد جاسم حمادة، وما كان حوله من إداريين متميزين وقياديين ونشاط خارجي رائع وأعضاء في مختلف اللجان العالمية والآسيوية والعربية والخليجية قرأنا لقبًا انطبق على فريق الكرة الطائرة في نادي النصر وهو (فريق الأسرة الواحدة ) والمحرق فريق (الأحلام) والحالة فريق (العمالقة). وكل تلك الألقاب جاءت نتيجة لأن الفرق تضم لاعبين من أبناء النادي الواحد، أما اليوم فالأمور تسير إلى العكس لأن (وباء الاحتراف) وتنقلات اللاعبين المحليين من أنديتهم الأصلية إلى غيرها ساهم في تغيير الجذور وأحدث شقوقًا واسعة ونقاطًا سوداء في الثوب الأبيض، الأمر الذي وسَّع الفجوات وغيَّر الانتماءات لأن القرارات التي تُتخذ غير مدروسة وعشوائية وساد الهرج والمرج في معظم الأندية بل كلها.

في زمن محمد جاسم حمادة لم تتبدل الكرة الطائرة بل ازدادت قوة وبريقًا والكلام ليس إطراءً في (بو جاسم)، لكن الحقيقة التي يجب أن تقال إن اللعبة في فترته كانت تسير على النار، لكنه من النار صنع الذهب الخالص، ولم يصنع لعبة بمفردها؛ بل صنع رجالاً إداريين ومدربين ولاعبين، وحتى الصحافة الرياضية استفادت من قدراته وأفكاره وتنبؤاته الحاضرة والمستقبلية.

إن المقارنة اليوم، من وجهة نظري، بين لعبة الكرة الطائرة ما بعد زمن حمادة وحاضرها يُشعر الإنسان الرياضي بالحزن والأسى على ماضٍ كان يتصاعد أفقيًّا وحاضر فيه انهيار كبير وواضح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .