العدد 3328
الجمعة 24 نوفمبر 2017
banner
تحرك عربي مهم تجاه إيران (1)
الجمعة 24 نوفمبر 2017

يكتسب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي عقد في القاهرة مؤخراً أهميته من اعتبارين أساسيين، أولهما استعادة العمل الجماعي العربي قدراً كبيراً من عافيته السياسية ومقدرته على التحرك والمناورة دولياً بعد سنوات من الجمود إثر الفوضى والاضطرابات التي تفشت في المنطقة العربية منذ عام 2011، وثانيهما يتمثل في نتائج هذا الاجتماع التي تمثل رؤية عربية يمكن البناء عليها دولياً في التعامل مع الخطر والتهديدات الإيرانية في المنطقة.

هناك بنود عدة مهمة ضمن نتائج اجتماع الوزاري العربي أهمها، برأيي، تكليف المجموعة العربية في نيويورك، مخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231، فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية وما ينطوي عليه من طبيعة هجومية تقوض الادعاءات الإيرانية حول طبيعته الدفاعية، وما يمثله ذلك من تهديد داهم للأمن القومي العربي، وتكليف المجموعة أيضاً بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216 بتزويد الميليشيات الإرهابية في اليمن بالأسلحة، واعتبار إطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من الأراضي اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من قبل إيران وتهديد للأمن والسلم القومي العربي والدولي، وإبلاغه بضرورة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.

هذا التفويض العربي يمثل خطوة مهمة على صعيد ما يعرف استراتيجياً بـ “بناء قضية” في المحافل الدولية، فلا يكفي العرب أن يتحركوا فرادى في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بل يجب العمل في نطاق جماعي وتوظيف مجمل أوراق الضغط المتاحة من أجل بناء قضية عربية يتم وضعها على أجندة العمل والنقاشات الدولية خلال الفترة القليلة المقبلة.

لا خلاف على أن العرب يمتلكون أوراق ضغط قوية ومقدرة كبيرة على التحرك الفاعل في نطاقات الدبلوماسية الدولية، وكانت هناك حاجة ملحة إلى توحيد الجهود وبلورة صيغة مشتركة يتم التحرك بموجبها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وهناك إيجابيات أخرى تحققت أيضاً في هذا الاجتماع، الذي وصفه معالي أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات بأنه “اجتماع تاريخي”، وهو كذلك بالفعل، من هذه الإيجابيات الاستمرار في إدراج بند التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية، والطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية، متابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن إلى الدورة المقبلة للمجلس. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية