+A
A-

سمير غانم : "أنا مسرحجي .. والسينما بالنسبة لي دلع ومزاج" !

وسط إقبال كبير على حضور ندوة تكريم النجم سمير غانم، الذي كرمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي باهدائه جائزة فاتن حمامة التقديرية، اتسم اللقاء، كما كان متوقعاً، بخفة ظل واضحة، وتلقائية محببة؛ حيث تحدث عن مشواره السينمائي الذي يصل لأكثر من 145 فيلماً سينمائياً، ورصيده الكوميدي الذي بدأ مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" التي ضمت رفيقي العمر الضيف احمد وجورج سيدهم، الذي قال عنه :  "كونت مع جورج سيدهم فرقة بالصدفة، وبعدها التقينا الضيف أحمد في قطار بمحطة مصر، وفاتحناه في أمر الانضمام للفرقة، ورحب، وبعد ما تعاوننا في أكثر من عمل ناجح جاءت وفاته لتمثل اكبر مأساة في حياتنا؛إذ كنا في أوج نجاحنا، ونستعد لمواصلة النجاحات والإنجازات، وبعد الوفاة الكارثية رحنا نبحث - أنا وجورج -  عن البديل، ولم ننجح فاتجهنا للعمل سوياً، وكتب لنا النجاح في أكثر من عمل مسرحي؛ أهمها  "المتزوجون" .

  "غانم" كشف عن علاقته والكوميديا قائلاً :"الكوميديا تخضع للظروف الإقتصادية والسياسية، لكني أرفض الخلط بين الكوميديا والسياسة، وأرى أن مهمتي تنحصر في الاضحاك فقط ، كما أن الكوميديا لا يمكن تدريسها في مدارس أو أكاديميات، حتى لو كنت صاحبها، لأنها موهبة إلهية".وحول تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي، قال :"هذا التكريم مهم بالنسبة لي جداً، فوجود اسمي بين عملاقتين هن شادية، التي تم إهداء الدورة لاسمها، وفاتن حمامة، التي تحمل الجائزة اسمها، هو مجد في حد ذاته وأمر ربما لا يناله كل فنان"، وأضاف : "لعلي أذيع سراً عندما أقول إن أهم حدث واجهته في حياتي ذلك الذي تعرضت له عقب علمي بنبأ تكريمي؛ حيث تلقيت رسالة من جورج سيدهم شفاه الله، أبلغني من خلالها أن تكريمي هو تكريم لشخصه، وتتويجاً لجهودنا معاً لسنوات طويلة"، وبعدها انخرطت في البكاء . وعن مطالبة البعض باطلاق اسم سمير غانم على أحد المسارح، علق الناقد طارق الشناوي مدير الندوة قائلاً : "يجب على الدولة أن تتبنى هذه المبادرة" بينما اقترح الفنان سمير صبري أن يُطلق اسم سمير غانم على مسرح "الهوسابير"، كونه المسرح الذي شهد تقديم أهم أعمال الكوميديان الكبير . وفي معرض تعليقه على سؤال حول ابتعاده عن "التراجيديا"، رغم نجاحه في مسلسل "شربات لوز" مع النجمة يسرا، قال سمير غانم : "إحنا مش ناقصين بكاء وعياط".. وأضاف : "أحب الكوميديا والضحك لاقتناعي بأن إضحاك الناس ضرورة "وكفاياهم هم"، واستطرد :" من المهم أن نعرف أن المخرج هو الذي يتولى قيادة العمل، وهو الذي يستطيع أن يراني في دور تراجيدي مثلما فعل معي المخرج خالد مرعي في "شربات لوز"؛ إذ كان على قدر كبير من الاحترافية، وجعلني في حالة مزاجية طيبة في كل مرة كنت أقف فيها أمام كاميرته، فهو لم يجعلني أعيد ولا مشهد، واستغربت هذا الأمر، وعندما سألته أجابني بأنني قدمت له الإحساس الذي يريده بدقة". وحول عدم إتجاهه للسينما، رد بقوله : "السينما مالهاش كبير، وهناك كثير من المنتجين المسيطرين عليها بقوة هذه الأيام ويعملون مع اشخاص بعينهم، والسينما بالنسبة لي دلع ومزاج فلو جاء لي دور 5 دقائق فقط في فيلم فسأقبل به لأني قادر على أن أجعل الناس تتذكرني بهذا الجزء البسيط وأن ينسوا الفيلم كله"، واضاف : "إذا أردنا الحديث بصراحة فالأمر المؤكد أن التليفزيون هو المسيطر على كل شئ حالياً، ولو تحدثت بواقعية أكثر فأنا "مسرحجي" بالدرجة الأولى والمسرح هو بيتي الأول".

وعن إمكانية قيامه بتجسيد شخصية يمناها قال : "لا توجد شخصية بعينها في الوقت الراهن، إذا راعينا سني الآن، ومع ذلك أطمح لتقديم شخصية "الجراند كوميديان" أو الرجل العجوز المتصابي". وأرجع السبب في عدم وجود مسلسل من بطولته المطلقة في الوقت الحالي، واكتفائه بأدوار صغيرة إلى المؤلفين، وأكد أنه لا يفكر في الأمور بهذا الشكل، وكشف أن هناك مسلسلاً يكتبه لينين الرملي بعنوان "ميز الرايق"، يُعد استكمالاً لمشروع مسلسل "مغامرات ميزو"، الذي قدمه قبل سنوات، لكن المشروع معطل نتيجة أسباب متعددة". وعن ابنتيه "دنيا" و"إيمي" قال : "أطلقت عليهما هذين الاسمين لأنهما "دنيتي" و"أملي". وأكد أن كل النصائح التي وجهها لهم عند دخول الوسط الفني لم يعملوا بها، وعلق بقوله :"اكتشفت لاحقاً أنهن كانا على حق؛ لأن السوق تغير كثيراً عن زمني، وهن يعرفن هذا جيداً، بل وأصبحن هن أحياناً من يقمن بتوجيه نصائح إلي وأجد أنهن على صواب دائماً، ومخطئ من يقول إنني صاحب فضل في دخولهن الوسط الفني". واختتم "غانم" حديثه بالتعليق على تجربة "مسرح مصر" قائلاً : "اعترف أن كلهم كوميديانات رائعين، واضحكوني شخصياً، لكن بمجرد أن تغادر قاعة المسرح لن تتذكر شيئاً مما قيل في المسرحية، وهذا خطأ كبير لأن الكوميديا الحقيقية لابد أن تعيش مع الناس، وتتذكر إفيهاتها جيداً، لكننا أصبحنا – بكل أسف - نفتقد المسرحية الدسمة التي تتبنى قصة، وتتميز بالحبكة، والتي تستمر سنوات".