+A
A-

فيلم "الجايدة"... تحفة سينمائية بتوقيع نسائي

حظي فيلم "الجايدة" من إنتاج سلمى بكار وعبد العزيز بن ملوكة بالعرض في القاهرة السينمائى ضمن مسابقة افاق السينما العربية بحضور خاص  بما يتوفر عليه من تقنيات سينمائية عالية وجمالية فنية وقضيّة إنسانية ولاشك أن هذا الفيلم اضاف كثيرا للسينما التونسية في المهرجان لانه يتمتع عن جدارة بكل مؤهلات النجاح فكام الاختيار موفقا جدا، حيث أثار فيلم "الجايدة" الفيلم القوي في طرحه السينمائي والأداء التمثيلي والتركيب الموسيقي، الجدل خلال ندوة عرض الفيلم والتى أدارها الناقد أحمد شوقى، حيث طرحت المخرجة سلمى بكار فكرة المساواة فى المواريث، وهو ما أثار غضب أحد الحضور الذى ظل يردد أن القرآن الكريم ضد الفكرة، لترد عليه المخرجة بأن له الحرية فى تفكيره وهى لها الحرية فى طرحها وآرائها، وأن الأمر قابل للنقاش والتطوير حسب ظروف المجتمع وقالت: “ان الرجل لن يشعر بحريته الإ بتحقيق حرية المرأة، وأنها بدأت العمل على الفيلم منذ عام ٢٠٠٧، ثم توقفت إلى حين عادت له في ٢٠١٠، وبعد أن تم الحصول على منحة دعم للفيلم عاد العمل مجددًا، وكان يتصادف حينها عام ٢٠١٢ تصاعد التيار الإسلامي بتونس، فبدأت بدمج الأحداث مع فكرتها الأساسية كما بدا في نهايته” وأوضحت بكار، أن مشهد انتحار إحدى بطلات الفيلم يطعم فكرة تحرر المرأة، التي لم تستطع التغلب على معاناتها بالتخلص من زوجها العجوز في عهود سابقة بالدولة سبقت عام ١٩٥٦، وأن تعاونها مع فريق عمل مخضرم من مصممة الديكور والملابس، ساهم كثيرًا في الاقتراب من هذه المرحلة الزمنية. وأشارت، إلى أن فكرة الاستقلال بتونس ارتبطت بالمرأة أيضًا، نظرًا للمكاسب التي حصلت عليها فيما بعد، والتي دافعت عن حرية المرأة وحقوقها.

في “الجايدة" تروي سلمى بكار بلغة سينمائية طريفة وذكيّة وحدها تفقه مفاتيح نجاحها وسرّ تأثيرها حكاية أربع شخصيات نسائية رئيسية من أوساط اجتماعية متنوّعة ومستويات تعليمية متباينة كانت لكل منهن حكايتها الخاصة والمختلفة لكن النتيجة كانت واحدة: العقاب في دار جواد الذي يعتبر كحكم قضائي بأن

تُقاد المرأة ظلما باسم الشرع إلى "دار جواد" لأنها خرجت عن طاعة الزوج وسلطة الرجل. ففي خمسينات القرن الماضي كانت "دار جواد" عبارة عن سجن خصّصه المُشرّع لتأديب النساء ممن يرفضن أن يكنّ كائنات بلا  خيارات ويحلمن بالاستقلال والحرية والكرامة ويدافعن عن حقوق مشروعة لا يمكن المساومة بشأنها، أمام قاض يتوسط في مجلسه شيخين يمثلان المذهب المالكي والمذهب الحنفي، تجد المرأة نفسها متهمة حتى وإن كانت ضحية فقط لأنها لوت عصا الطاعة في يد الرجل الخائن أو الظالم أو العاجز! ومع كل إدانة تنزل ضيفة جديدة على “دار جواد” لتتقاسم مع بقية المعذبات في هذا السجن كل الالام والاحزان والاصرار!

و قالت سهير بن عمارة أحد أبطال الفيلم إن سيناريو العمل قدم لها معلومات كثيرة عن الشخصية، واستوحت القليل من جدتها لأن الزمن الذى يدور فيه الفيلم من عمر الأجداد وقال خالد هويسة إن فيلم الجايدة فيلم نسائى بامتياز عن المرأة المقموعة فى مجتمع ذكورى، وأن شخصية الطيب التى قدمها لديها شيزوفرينيا، لأنه متفتح على العالم ويتحدث اللغات لكنه يبرر تصرفاته ويمارس القهر أيضا، موضحا أن الواقع أكثر قتامة مما قدم بالفيلم.