العدد 3332
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017
banner
الإرهاب ينتحر على أبواب مسجد الروضة
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

المذبحة التي نفذها الإرهاب اللعين في مسجد الروضة بمحافظة العريش المصرية رغم بشاعتها والأعداد الكبيرة من الضحايا الذين سقطوا على أيدي هذه العصابة المجرمة التي فاجأت المصلين وحصدت أرواحهم في صلاة الجمعة، إلا أنها تبين أن الإرهاب في مصر الشقيقة فقد توازنه وراح يضرب المدنيين العزل وهم يصلون كهدف سهل بالنسبة لهم بعد أن شعر الإرهابيون ومن يقفون وراءهم أن الدائرة بدأت تضيق بسرعة كبيرة وأنهم يقتربون من نهايتهم.

لا ينكر أحد أن ما يقرب من ثلاثمئة قتيل ومئة وخمسة وعشرين جريحا هي حصيلة كبيرة جدا، إلا أن هذا لا يشير إلى قوة الإرهاب في مصر ولكنه يشير إلى حقارته الكبيرة، فهؤلاء المصلون بأي ذنب قتلوا؟ هذه العملية وغيرها لن تحقق لرعاة الإرهاب ما أرادوه مهما طال الزمن ومهما زاد عدد الضحايا، فمصر العروبة لن تكون إلا قبرا للإرهابيين المأجورين القتلة، ولن تكون إلا سببا لنهاية رعاة الإرهاب الذين نعرفهم.

مصر لن تركع إلا لله مهما كانت تضحياتها كبيرة، فالتاريخ يقول إن مصر مقبرة الغزاة وسوف تكون بإذن الله مقبرة للإرهاب الحقير مهما طال الزمن، مصر دولة توحدها وتقويها المحن، وبالتالي فهذه العمليات تزيد المصريين تلاحما والتفافا حول قيادتهم، الفتنة الطائفية التي يحاول رعاة الإرهاب زرعها في مصر لن تنبت لها بذرة هناك، لأن البيئة المصرية والتربة المصرية لن تقبلها.

من قبل قام الإرهاب الخسيس بالاعتداء على المسيحيين وهم في قداسهم وأسقط العشرات في مذبحة لا تقل دموية عن مذبحة المسجد، فهب المسلمون يدافعون عن الكنائس ويواسون إخوانهم شركاء الوطن ولم ينجح الإرهاب في شق صفوفهم، وبالأمس رأينا الكنائس المصرية تعزف أنغامها الجنائزية وتدق أجراسها حزنا على سقوط هذا العدد الكبير من المصلين المسلمين، وسمعنا تصريحات رجال الكنيسة الوطنيين العاشقين لتراب مصر السائرين على درب البابا شنودة الذي قال “مصر وطن يسكن فينا، لا وطن نسكن فيه”. المصريون يعرفون عدوهم جيدا ولا سبيل لتمزيق لحمتهم ولذلك سوف ينتحر الإرهاب على أرض مصر، وسوف تكون مصر المحطة الأخيرة، ليس فقط للمرتزقة الذين يحملون السلاح ويضغطون على الزناد ولكن لرعاة الإرهاب ومموليه الطامحين إلى تحقيق أحلام معينة على أشلاء الضحايا الأبرياء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية