العدد 3332
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سياسة لا أمان لها
الثلاثاء 28 نوفمبر 2017

في عالم السياسة، يجب ألا نصدق كل ما يقال ويتم التصريح به، فطوال نصف قرن مضى، كنا نحن الخليجيون أوفياء ومخلصين لصداقتنا وشراكتنا وتحالفنا مع أصدقائنا الأميركيين، طوال نصف قرن مضى، كنا نرى بأصدقائنا الأميركيين كل قيم النبل والوفاء والإخلاص، وفضلناهم على العالمين حتى على أبناء جلدتنا من العرب، ووقفنا ضد كل من يريد أن يقول كلمة سوء ضدهم، بل كممنا أفواه كل من يريد انتقاد أصدقائنا الأميركيين، ولم يدر بخلدنا مطلقا أن أصدقاءنا سيبيعوننا ويضربون عرض الحائط كل سنوات إخلاصنا لهم، ليفضلوا الإيرانيين علينا ويقدموا العراق ولبنان واليمن هدية لطهران مكافأة لها لقيامها بدور الخنجر في خاصرة العرب.

لكن بعد أن انكشفت الأمور، أدركنا أن الأميركيين لا صديق لهم إلا مصالحهم، فلابد لنا من تغيير سياستنا تجاه أصدقائنا الأميركيين، بمعنى أنه وخلافا لتقديم مصالحهم على مصالحنا، فإن مصالحنا كخليجيين يجب أن تأتي بالدرجة الأولى والأخيرة، وإذا ما حاول أصدقاؤنا الأميركيون الغدر بنا أو تقديم مصالحهم علينا، يجب أن نفرض مصالحنا بالقوة، وأن نواجه أي سياسي يريد الغدر بنا.

لقد خاطبنا أوباما من القاهرة، ومد يديه للسلام مع العالم الإسلامي وصدقناه، ولم نكن ندري أنه كان يريد بيع العالم العربي كله لإيران، ليصبح الخامنئي الوكيل والشرطي الذي يتفاوض مع واشنطن، وانكشف كل ذلك لاحقا، وعرفنا أن السياسيين الغربيين أكثر الناس كذبا ونفاقا وغدرا. لهذا، علينا أيضا ألا نصدق أي رئيس غربي يضحك علينا بكلمات وجمل نصدقها، بينما يعمل على الإضرار بأمننا واستقرارنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .