العدد 3333
الأربعاء 29 نوفمبر 2017
banner
مصلون كتبت لكم الشهادة من فوق سبع سماوات (1)
الأربعاء 29 نوفمبر 2017

يوم حزين حلت فيه ساعة إجابة، ككل يوم جمعة مبارك ينعم الله فيه على عباده بها، كما أكد لهم رسولهم صلى الله عليه وسلم.. مصلون أطهار تجمعوا في بيت من بيوت الله يذكرونه ويسبحونه كثيراً، ويسألونه الستر والعفو والعافية، قلة منهم ربما سألته حسن الخاتمة والفوز بالنظر إلى وجهه الكريم. مصلون سمعوا النداء فلبوا مقبلين على الصلاة شاهدين لله بالألوهية والتفرد بالعبادة ولرسوله بالنبوة وتمام الرسالة وإبلاغ الأمانة، مصلون اصطحبوا أبناءهم وأحفادهم وذويهم لكي يكونوا في الصف خلف الإمام كتفاً بكتف، فاستشهدوا جنباً إلى جنب.

المصلى كانوا يطلقون عليه مسجد الروضة، وتحول بين لمحة عين وانتباهتها إلى مسجد روضة الشهداء، كان صرحاً إسلامياً خالصاً لوجه الله، وأصبح ملتقى كل من أسلم وجهه لله وهو شهيد، كان محراباً للتصوف والفناء في ذكر الله، وتحول إلى ملاذ للأرواح وشاهد على فظاعة الفعل الإرهابي في أبشع صوره.

المكان “بئر سبع”، قرية آمنة مطمئنة، تسودها المحبة وأواصر القربي ووشائج الأصالة، لكن فجأة وتحت جنح الظلام والإظلام، جاءتها جحافل الشر والإرهاب متخفية في زي الإنسان، عاش شياطين الإنس والجن بين ظهراني أهلها بضعة أيام، يأكلون من مأكلهم ويشربون من آبارهم، ويحيونهم بتحية الإسلام، ويضمرون لهم الغل والغدر ويخططون لجريمة استحت منها الأبالسة، الشياطين لا تصلي لله ولا تعترف بدين ولا رسالات ولا ملائكة ولا يوم نشور ولا حساب وعقاب، ولا تعرف قبلة المسلمين، ولكنها تعرف كيف تستخدم القتل والترويع لقتلهم عندما يتوجهون إليها في يوم جمعتهم، فإسالة الدماء وإزهاق الأرواح مطمعها في الحياة الدنيا.

القتلة الإرهابيون التكفيرون هم من فئة خوارج هذا الزمن، المنكرون لقواعد الدين الإسلامي الحنيف، وهؤلاء الذين يمدونهم بالمال والعتاد من قوى إقليمية وعالمية لتقويض الدين الإسلامي والنيل من شريعته الغراء وسنة نبيه الكريم الراسخة، وعقولهم الإرهابية التي تزين لهم ظلماً وعدواناً أن القربى إلى الله تبدأ بقتل الأبرياء وحماة الأوطان وسفك دماء المخالفين لهم وتنتهي بالصلاة خلف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية