العدد 3334
الخميس 30 نوفمبر 2017
banner
النفخ في قربة مثقوبة
الخميس 30 نوفمبر 2017

النماذج التي لا تمتلك ثقافة في مجلس النواب عديدة، وربما أكثر من أن تحصى، ومما يؤيد هذا الرأي القانون النيابي الذي رفضته الحكومة المتعلق بالسماح بإشراك الأطفال في الدعاية الانتخابية في انتخابات مجلس النواب والمجالس البلدية، بشرط موافقة أولياء أمورهم، حيث قالت الحكومة في مذكرة “إن القانون النيابي مخالف للمادة 60 من قانون الطفل، التي تنص على الحظر المطلق لاستغلال الأطفال سياسيا وخصوصا في التجمعات والمسيرات والمظاهرات، حيث لم يسمح القانون بمشاركة الطفل ولو وافق ولي أمره أو من يتولى رعايته على ذلك”.

ما دخل الأطفال في الانتخابات يا سادة يا نواب؟ ما نوعية المعلومات السطحية التي تمتلكونها عن قانون الطفل ونوعية أبحاثكم ودراساتكم؟ كنا قد تحدثنا في مرات سابقة عن مصادر ثقافة الطفل والنقص فيها وتبيان المخاطر التي تنطوي عليها هذه المصادر، وضرورة التصدي للمضللين العاملين في مجال ثقافة الطفل، والذين ينظرون إلى الأطفال على أنهم مجرد وسائل تكفل لهم جني المغانم المادية وبعض الأهداف، واليوم نتفاجأ بقانونكم الذي لا يجد له أية صياغة ملائمة ولا معقولة سوى إقحام البراءة في ولع بعض المرشحين بالدعايات والإعلانات وتحويله من مجرد طفل إلى لوحة فنية قابلة للتذوق!

بالله عليكم هل هذا قانون؟ هل اجتمعت اللجان الفرعية وغيرها والندوات والمناظرات والمناقشات من أجل قانون من المؤكد أنه سيفقد الضياء في أول يوم من رحلته لأنه “ما يدش المخ” بكل الكلمات والعبارات، هل انتهت صلاحية المشاكل الكثيرة التي تطحن المواطن بشكل يومي وفحيح أفاعي الضرائب الذي ينخر رأسه حتى تقفون بأكتاف متصلبة وتتقدمون بهذا القانون؟ هل إشراك الأطفال في الدعاية الانتخابية في انتخابات مجلس النواب والمجالس البلدية تحسبونه من ثمرات عبقرياتكم ونتاج نبوغكم وإبداع تصوراتكم، ومن المبادئ السامية التي تؤمنون بها؟ هل تتصورون أنه نتاج قيم سيمكنكم من الانطلاق نحو أداء رسالتكم؟ لا أدري هل نلتمس لكم المعذرة ونغفر لكم هذا الخطأ وهذا الخلط أم أننا ننفخ في قربة مثقوبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية