العدد 3335
الجمعة 01 ديسمبر 2017
banner
موسم الأمطار
الجمعة 01 ديسمبر 2017

الاستعدادات المعلنة، والاستنفار التام من قبل الجهات المعنية وذات الصلة بمسؤولية التعامل مع أضرار تساقط الأمطار على الطرق والمباني وكل الأضرار المحتملة، له جانبان، أحدهما سلبي، والآخر إيجابي بطبيعة الحال، الجانب الإيجابي واضح؛ بالاهتمام بتقليل الأضرار أو القضاء عليها ــ رغم سلبيات تهالك البنى التحتية في بعض المناطق القديمة في المملكة ــ وبالتالي فإن هذا الاستنفار يوضح مدى هذا الاهتمام البالغ بسلامة المواطنين والمقيمين، أما الجانب السلبي فيطرح التساؤل: هل تساقط الأمطار يُعتبر معضلة كبيرة تستحق هذا التهيؤ المبالغ فيه؟! من دون الدخول في النيات، وموضوع إذا ما كنا نتظاهر بأننا مستعدون أو مهتمون؛ حتى لا ينتقد الناس قصورنا المحتمل أو عدم مقدرتنا، نتساءل: هل هطول الأمطار في دول أخرى متقدمة، يلاقي نفس طبيعة التعاطي لدينا في البحرين مع اقتراب الموسم؟!

نثمن الجهود، من مختلف المواقع والمسؤوليات، لكن التعامل مع الأمطار كزلزال يحتمل وقوعه، ليس تعاملاً مهنياً طبيعياً نافعاً؛ فلا داعي لاقتراب موسم هطول الأمطار، حتى نقف في مواجهته كالمتصدي للعدو اللدود، المتسبب في الأضرار البالغة سنوياً! ينبغي أن نأتي على الأسباب التي تفاقم أضرار تساقط الأمطار، وننتقل إلى مستفيدين لا محاربين. لا أظن أن دولاً أخرى تعاني من موسم الأمطار كما نعاني ــ وأنا أقصد الدول التي اعتادت هطول الأمطار فيها بشكل كبير ــ من تفاقم للمخاوف والأخطار؛ لأنهم كما يبدو حققوا خطة عمل متكاملة، ليست موسمية وحسب، بل كفيلة بأن جعلتهم غير مبالغي الخوف من قدوم أمطار الخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية